السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سرطان الثدي ثاني أخطر أنواع السرطانات عند النساء، حيث يشكل ثلث السرطانات التي تصيب المرأة عموماً، وحتى نعرف مدى انتشار هذا السرطان في العالم، يكفي أن نعرف أن 1/8 من النساء في أميركا مصابة بسرطان الثدي لكن.. ماذا عن الإصابة بهذا المرض، وما أسبابه؟ وما تأثيره النفسي على المرأة وحياتها… وهل هناك طرق لترميم الثدي الذي تم استئصاله؟
في حال وجود كتلة
عندما تراجع سيدة المشفى لوجود كتلة تبدأ الفحوصات الضرورية من تصوير للثديين وإجراء الخزعة المباشرة بواسطة الإبرة على الكتل، ثم يوضع التشخيص وتبدأ مرحلة العلاج،
حيث يقرر من قبل لجنة مؤلفة من ثلاثة أطباء وهم: جراح، ومعالج شعاعي، ومعالج كيماوي، ثم توضع خطة علاج للمريضة المصابة، فإما أن تبدأ بالعلاج الكيماوي أو العلاج الجراحي حسب كل حالة ثم توضع خطة للعلاج الكيماوي على الجرعات، ثم خطة للعلاج الشعاعي.
الكشف المبكر ..
أما بالنسبة لنسب النجاح : إن الجراحة الجيدة تشفي المريضة بنسبة 50٪ يضاف بعد ذلك نسبة نجاح 10٪ بالعلاج الكيماوي ثم 10٪ بالعلاج الشعاعي.
ويعتبر الكشف المبكر والعلاج الجراحي الناجح سبباً في تخفيف الكثير من المصاريف بالعلاجات المتممة.
كيف يتم استئصال الورم؟
وتعتبر الأورام هي قطب الورم، وحجم الورم هو الذي يحدد نوع العمل الجراحي ففي بلاد أوروبا وأميركا اليوم يقاس قطر الورم بالميلمترات وللأسف مازال قطر الورم في بلادنا يقاس بالسنتميترات وهذا ناتج عن الكشف المبكر الذي يجري في البلاد الأوروبية والأميركية والوعي الصحي للسيدات.
فتصوير الثديين بشكل دوري بعد سن الأربعين يكشف لنا الآفات الصغيرة جداً.
وهذا ما يساعد على بقاء الثدي العضو الأغلى لدى السيدات، ففي حال وجود الآفات الصغيرة نجري استئصالات جزئية حيث نقوم بتقسيم الثدي إلى أربعة أرباع علوي، وسفلي أنسي، وعلوي وسفلي وحشي.
متى نستأصل ؟
وبالنسبة للاستئصال الكلي للثدي: يستأصل الثدي كلياً عندما يتجاوز قطر الورم 3 أو 4 سم حينها نضطر للاستئصال الكامل مع تجريف العقد الأبطية المرافق، والعقد الأبطية هي «الحدود الأولى لانتقال الورم».
الحالات المتقدمة ..
للأسف نلاحظ في المشفى حالات متقدمة جداً من أورام الثدي بحيث يكون الورم شاملاً لكل الثدي وملتهباً ومتقرحاً على الجلد، وفي هذه الحالة نبدأ بالعلاجات الكيماوية ثم نجري جراحة تلطيفية للثدي.
وفي الحالات المتقدمة والالتهابية للثدي تعطى الجرعات الكيماوية قبل العمل الجراحي بمعدل 3 جرعات، ثم يقيم الوضع من جديد ويجري العمل الجراحي الاستئصال التام للثدي ثم يتابع العلاج الكيماوي.
العوامل التي تؤهب للإصابة
هناك عوامل عديدة تؤهب للإصابة بسرطان الثدي أولها العمر، حيث إن متوسط عمر النساء التي تصاب بسرطان الثدي من 45 حتى 55 سنة، ولكن في الآونة الأخيرة تبين حصول إصابات بسرطان الثدي للأعمار الصغيرة كا ل 35 سنة، أما بالنسبة للأعمار الأقل من 25 سنة فإن نسبة الإصابة لا تتعدى 1٪ وهناك عوامل غذائية لها دور في ظهور سرطان الثدي حيث ثبت أن للبدانة المفرطة أو ارتفاع الدسم في الجسم علاقة بهذا المرض ويقال إن كثرة تناول الكحول قد يكون لها علاقة غير مباشرة.
وأيضاً يعود ظهور سرطان الثدي لعوامل هرمونية، حيث وجد ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان عند النساء اللواتي لديهن سن يأس متأخر ، وذلك بسبب التعرض للهرمونات لفترة اطول، كما وجد أن النسبة تزداد عند قليلات الانجاب، ويقال إن للإرضاع دوراً جيداً في الوقاية من سرطان الثدي.
أما الحبوب المانعة الهرمونية فلا تؤثر لكن هناك ارتفاع في النسبة عند النساء اللاتي يتناولن المعالجة الهرمونية المعيضة بعد سن اليأس، خاصة إذا تجاوزت فترة تناول الدواء عشر سنوات.
مرض وراثي
وتؤكد كل الدراسات الحديثة أن هناك مورثات قد حددت واكتشفت أنواع منها مسؤولة عن الإصابة بسرطان الثدي.
إن هذه المورثات موجودة عند بعض العائلات لذلك تكثر الإصابة عند المرأة التي لديها أم أو أخت مصابة وخاصة إذا كانت هذه الإصابات قبل سن اليأس، حيث إن العامل الوراثي يظهر دوره بشكل واضح، وتصل نسبة الإصابة العائلية إلى 50٪ من النساء المصابات في أعمار مبكرة. وإذا كانت الإصابة ثنائية الجانب.
أعراض سرطان الثدي
وسرطان الثدي هو مرض لا يوجد له أعراض وصفية تشير إلى حدوثه. لكن ظهور بعض الأعراض قد تعطي مؤشرات لوجوب البحث عن هذا المرض، كنز دموي من الحلمة وحيد الجانب. والشعور بكتلة مبهمة بفحص السيدة لثديها، وتغير في اتجاه حلمة الثدي.
معظم كتل الثدي تكتشف من قبل المرأة
وبالنسبة لطريقة الاكتشاف فمعظم كتل الثدي المشتبه بها تكتشف من قبل المرأة وليس من قبل طبيبها، لذلك يركز الكشف المبكر على أهمية الفحص الذاتي للمرأة.
وذلك على الأقل مرة كل شهر بعد الحمام وفق طريقة يمكن أن تشرح من قبل طبيب أو مراكز الوقاية، حيث تركز المرأة هنا على اتجاه حلمة الثدي. ولون هالة الثدي وشكلها وجس عميق للثدي بكل طرف لرؤية ما إذا كان هناك تغيرات حصلت في هذا الثدي، وعند الاشتباه يمكن أن تراجع طبيبها لفحص أدق.
برامج الكشف المبكر
وهناك برامج إضافية قامت بها بعض الدول للكشف المبكر عن سرطان الثدي مثل الماموغرافي «تصوير الثدي بالأشعة» لكنها لم تعط النتائج المرجوة لكن يستفاد من الماموغرافي عندما يضاف له الفحص الدوري من قبل الطبيب الذي يمكن أن يكون عاملاً مهماً في تأكيد التشخيص أونفيه عن طريق إجراء خزعات دقيقة مثل fna أو استئصال الكتل وإرسالها إلى التشريح المرضي.
سرطان الثدي والجنس
والنسبة القليلة من المصابات بسرطان الثدي بعمر مبكر واللواتي خضعن للجراحة يمكن بعد استكمالهن للعلاج الشعاعي والدوائي والتأكد من عدم النكس.
وهذه الفترة قد تمتد لخمس سنوات يمكن أن يسمح لها بالإنجاب، أما من الناحية الجنسية فلا تأثير لاستئصال الثدي عند المرأة سوى من الناحية النفسية عليها وعلى الشريك، وحالياً وبالدراسات الحديثة هناك أكثر من مدرسة تعالج سرطان الثدي بالأشعة والدواء دون اللجوء إلى استئصال واسع للثدي وحتى لو تم ذلك فممكن أن يستعاض عن الثدي المستأصل بثدي صناعي يزرع تحت الجلد لتأمين الحماية الجمالية.
الورم غير المنتشر يشفى بنسبة 100٪
وأهمية الشفاء من سرطان الثدي يكمن بالكشف المبكر حيث تصل نسبة الشفاء إلى 100٪ عندما يكون الورم غير منتشر، وقد زادت نسبة الشفاء في الآونة الأخيرة، وحتى في المراحل المتطورة والمتقدمة من المرض، وذلك بسبب تطور وسائل العلاج الشعاعي والدوائي، وهذا كله أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات، حيث صار من الطبيعي أن نشاهد نساء بتاريخهم إصابة بالمرض من 10 أو 15 سنة ومازلن على قيد الحياة.
-وبالنسبة لتعويض الثدي بعد الاستئصال هو عمل مهم وذلك نظراً للأهمية القصوى للثدي وشكله على الناحية النفسية للمريضة، فلذلك قد نجري التعويض والتجميل مباشرة أثناء استئصال الثدي، وهذا يتبع رأي طبيب الأورام، ودرجة سرطان الثدي ونوعه والحالة العامة الصحية للمريضة فيمكن في بعض الحالات التي يكون فيها سرطان الثدي غير منتشر وجزئياً ومن الدرجات المنخفضة يمكن وضع مزروع سيلكوني تحت جلد الثدي بعد استئصاله الجزئي أو الكامل تحت الجلد، ونسميه استئصال ثدي من تحت الجلد، ويعتبر التعويض المباشر كماقلت في بعض الحالات مهماً من الناحية النفسية للمريضة وذلك أثناء استئصال الثدي مباشرة لأنه يعطيها انطباعاً بأنها لن تفقد ذلك الثدي نتيجة السرطان.
ترميمه باستخدام الأنسجة الحية
وهناك طرق أخرى لتعويض الثدي المستأصل وذلك باستخدام الأنسجة الحية من المريضة بذاتها وذلك باستخدام عضلات محددة كالعضلة الظهرية الكبيرة مع جزيرة جلدية كافية فوقها تؤخذ بطريقة جراحية خاصة ويستعاض بها عن الثدي المستأصل في الطرف نفسه أو يمكن أخذ العضلة المستقيمة البطنية وشريحة جلدية فوقها في نفس الطرف أيضاً لتعويض الثدي المستأصل باستخدام الشرائح الحرة وهي الطريقة الأحدث والتي تفضل في كثير من الحالات والبلدان.
وتجري هذه العملية بأخذ عضلة مع جزيرة جلدية كافية فوقها، بالإضافة إلى شريان ووريد أو اثنين تغذيها بحيث تفصل بشكل شريحة نسميها شريحة حرة، حيث إنها تفصل عن الأوعية الرئيسية المتصلة بها، ويجري تحت المجهر مفاغرة هذه الأوعية مجهرياً مع أوعية مناسبة في الصدر بحيث تأخذ هذه الشريحة ترويتها من الأوعية الغريبة لنفس الثدي المستأصل وهي عملية دقيقة وبحاجة إلى مراقبة بعد العمل الجراحي وجاهزية من فريق طبي متدرب لأنها قد تحتاج في حال انسداد الأوعية بعد المفاغرة إلى إعادة العمل على فتح هذه الأوعية بالوسائل المناسبة لإعادة التروية إلى الشريحة ،وفي حال نجاح هذا العمل الجراحي تتغير هذه الشريحة وبرأي الكثير من الجراحين هي الطريقة الأفضل لترميم الثدي المستأصل.
الله يتم عليكم الصحة والعافية