الدعوة إلى الثقة بالنفس

ثق بنفسك ، خليك واثق بنفسك ، تعلّم كيف تثق بنفسك ..... إلى آخر هذه الجمل البرّاقة والشعارات الرنّانة تجلب النفوس وتستنهضها للقوة والثّبات والشّجاعة والحزم ؛ فهذه الصفات يتمنّى أن يتحلّى بها كل ذي نفس سوية طامحة للكمال إلا أنفس الجبناء والأذلاء والوضعاء ، غير أن ليس كل جميل في شكله جميل في باطنه ، وليس كل لفظ محبوب إلى النفوس يكون له معنًا طيّبا ، فكذلك (الثقة بالنفس) جميلة مبنًا قبيحة معنًا ؛

إنّ النفس البشرية نفس ميالة للشّهوات ، سريعة الانجذاب لداعي الأهواء وما فيه الضرر بها وبغيرها ، وما جاء الإسلام إلا لتهذيبها والسعي بها في مدارج الكمال للتّرفع عن أسافل الأمور والسعي إلى معاليها.
كانت النفس وما زالت عدوا للإنسان يصاب منها كما يصاب من الشيطان ؛ فلطالما أوردته موارد الهلاك ودعته إلى السوء المحتّم لما تشتهي وما تريد لذلك كان العاقلون ينصحون بمخالفتها ويرون أنّ الحزم في مخالفتها وكما قال أحدهم :


وَلأَمْنَعَنَّ النَّفْسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا
وَلأَجْعَلَنَّ الزُّهْدَ مِنْ أَعْوَانِــي


وقال آخر:

وخالف النّفس والشيطان واعصِهما
وإن هما محضاك النصح فاتّهـــم


(( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ )) كذا جاء وصفها ووصف فعلها إلا من رحمه الله فزكّاها

و وصف أحد الصّالحين النفس قائلا :

[... فإنّها نفس متّبعةٌ للهوى ، منهمكةُ في لذة الدنيا ، باسطة لطول أمل عن قليل ينقضي ، قليلة الاكتراث لأجَلٍ لا بد أن يغشى ،راغبة في حب دنيا إذا أحبها قلبُ عبدٍ قَسَى ، زاهدة في دار نعيمها لا يفنى ،مُحبّة لأخلاق تعلم أنها مضرة بها غدا ، ضاحكة مستبشرة ناعمة بما عنه مولاها نهى .
نفس تحزن على ما لم يجر لها به المقدور مما أملته من الدنيا صباحها والمسا .
نفس يخف عليها السعي والكد في طلب الدنيا ، نفس تلذ بالفتور عن الخير الذي إليه مولاها دعا ، نفس تهم بالنفقة في طاعة الله فيوعدها الشيطان الفقر فتميل إلى ما إليه دعا ،
نفس وعدها الله المغفرة والفضل فلم تثق ولم ترض . نفس تثق بوعد مخلوق ، وعند وعيد مولاها تتلكأ ، نفس ترضي المخلوقين بسخط ربها ، وعن رضا مولاها تتوانى ،نفس ندبها الله إلى الصبر عند المصائب تعزية منه لها ، فلا تقبل العَزَا .
نفس تتصنع للمخلوقين بوفاء الوعد ، وفيما عهد الله الكريم إليها قليلة الوفا .
نفس تترك المعاصي بعد القدرة عليها حياء من المخلوقين ، وعند نظر الله العظيم إليها قليلة الحيا . نفس قليلة الشكر لله الكريم على نعم لا تحصى . نفس تستعين بنعم الله الكريم على معاصيه في صباحها والمسا . نفس يخفّ عليها مجالسة البطّالين ، ويثقل عليها مجالسة العلما .
نفس تطيع الغاش ، وتعصي أنصح النصحا .
نفس تسارع فيما تهوى ، وهي تتعلل بالتسويف للتوبة اليوم وغدا ... ]

أَنَفْسٌ بهذه الصفات يوثق بها (؟!) وهي التي كانت مركب الشيطان وبابه الذي يلج منه على الإنسان وستبقى بهذه الصفة (؟!)

إنّ الثّقة بالنفس تؤدي إلى الاغترار بها [ والاغترار بها مرض عضال يعتري ذوي النفوس السافلة فيجعلهم في غير مركزهم الحقيقي ويحلق بهم في أجنحتهم الكاذبة في جو الأوهام فيعظمون أو يتعاظمون ] (1)

وحسب هذه الدعوة خطأ أنها تلغي الاعتماد على الخالق والتوجه إليه والتوكل عليه وقد جاء في الدعاء المأثور : (( ربِّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين )) hhh
وجاء في حديث رواه أحمد : (( وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة ، وإني لا أثق إلا برحمتك )) (2)

فيا لها من مصادمة لحقيقة مهمّة في دين الإسلام الذي يأمر العبد الضعيف بأن يتوجه إلى ربه ويقيه شر نفسه وشر الركون إليها (( نعوذ بالله من شرور أنفسنا ))

فيا سبحان الله !

الثقة هي التوكّل بل هي خلاصة التوكل ولبّه كما ذكر ذلك الإمام ابن القيّم فكيف يُدعى إلى الثقة بالنفس العليلة الضعيفة المتمردة العاصية الغاشة لصاحبها (؟!)

بدل الدعوة إلى الثقة بالنفس أحرى بالمسلمين أن يدعوا إلى الثقة بالله القدير
وبدل أن يسعوا في تدريبات جسمية ليحصلوا بها صفات القيادة والريادة فليسعوا في تدريبات روحانية وأعمال صالحة تعود عليهم بالنفع فيحصّلوا ما يريدون وأزيد منه .

الثقة هي التوكّل بل هي خلاصة التوكل ولبّه كما ذكر ذلك الإمام ابن القيّمفكيف يُدعى إلى الثقة بالنفس العليلة الضعيفة المتمردة العاصية الغاشةلصاحبها (؟!)

بدل الدعوة إلى الثقة بالنفس أحرى بالمسلمين أن يدعوا إلى الثقة بالله القدير

شكرا لك منار موضوع قمة
بارك الله فيك

شكرا منور ما شاء الله على المشاركة الهادفة والنافعة
السؤال ما هذه الخرجة الجديدة ام انك تتوقين الى الحكمة يا شيختنا منار
واصلي 10/10
وَلأَمْنَعَنَّ النَّفْسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا
وَلأَجْعَلَنَّ الزُّهْدَ مِنْ أَعْوَانِــي


وقال آخر:

وخالف النّفس والشيطان واعصِهما
وإن هما محضاك النصح فاتّهـــم


(( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ )) كذا جاء وصفها ووصف فعلها إلا من رحمه الله فزكّاها

و وصف أحد الصّالحين النفس قائلا :

[... فإنّها نفس متّبعةٌ للهوى ، منهمكةُ في لذة الدنيا ، باسطة لطول أمل عن قليل ينقضي ، قليلة الاكتراث لأجَلٍ لا بد أن يغشى ،راغبة في حب دنيا إذا أحبها قلبُ عبدٍ قَسَى ، زاهدة في دار نعيمها لا يفنى ،مُحبّة لأخلاق تعلم أنها مضرة بها غدا ، ضاحكة مستبشرة ناعمة بما عنه مولاها نهى .
نفس تحزن على ما لم يجر لها به المقدور مما أملته من الدنيا صباحها والمسا .

دير شركة لازم تكون عندي شوية حكمة باه مانطيحش فاياث

شكرا لمرورك فهدا يسعدني كثيرا

عاشقة الروح كتب:

الثقة هي التوكّل بل هي خلاصة التوكل ولبّه كما ذكر ذلك الإمام ابن القيّمفكيف يُدعى إلى الثقة بالنفس العليلة الضعيفة المتمردة العاصية الغاشةلصاحبها (؟!)

بدل الدعوة إلى الثقة بالنفس أحرى بالمسلمين أن يدعوا إلى الثقة بالله القدير

شكرا لك منار موضوع قمة
بارك الله فيك

كل الشكر لك فريدة

شكراااا هاجر وبشير مروركما سرني كثيرااااااااا