1/ الوصفة الأولى:
أختي : الحجاب يزيد المؤمنة جمالاً... ويحمي البشرة من نارٍ تلظى...ويقيك بإذن الله من النظرات المسمومة... ويعطي مفعولاً أكيداً لمن تريد الراحة النفسية... يقول فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان – حفظه الله-:-
الحجاب معناه أن تستر المرأة بدنها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها، كما قال تعالى : {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن}(النور31) ومن أدلة السنة النبوية على جوب تغطية المرأة وجهها عن غير محارمها، حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله – صلى الله وعليه وسلم – محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه.( رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة)، واعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الذين أباحوا لك كشف الوجه من العلماء مع كون قولهم مرجوحاً قيدوه بالأمن من الفتنة ، والفتنة غير مأمونة خصوصاً في هذا الزمان الذي قل فيه الوازع الديني في الرجال والنساء وقل الحياء وكثر فيه دعاة الفتنة ، وتفننت النساء بوضع أنواع الزينة على وجوههن مما يدعو إلى الفتنة ، فاحذري من ذلك أيتها الأخت المسلمة وألزمي الحجاب الواقي من الفتنة بإذن الله ، ولا أحد من علماء المسلمين المعتبرين قديماً ولا حديثاً يبيح لهؤلاء المفتونات ما وقعن فيه ، فيا أيتها المسلمة إن الحجاب يصونك من النظرات المسمومة الصادرة من مرضى القلوب وكلاب البشر ، ويقطع عنك الأطماع المسعورة فألزميه وتمسكي به.
ولا تلتفتي للدعايات المغرضة التي تحارب الحجاب أو تقلل من شأنه، فإنها تريد لك الشر كما قال الله تعالى
: {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً} النساء27.
ولتكتمل الوصفة أختي.. إليك كلام فضيلة الشيخ/ محمد بن عثيمين – رحمه الله –في شروط الحجاب الشرعي:-
• أن يكون الحجاب ساتراً لكل ما أوجب الله ستره من البدن والوجه والكفين.
• أن لا يكون زينةً في نفسه كمن تغطي رأسها بخمارٍ فاتن مزخرف مزركش وتعقده بطريقةٍ تلفت فيه الأنظار.
• أن يكون فضفاضاً غير ضيق لكي لا يصف الجسد.
• أن لا يكون خفيفاً أي أن يكون سميكاً لا يشف.
• أن لا يكون مبخراً أو مطيباً.
• أن لا يشبه لباس الكافرات.
• أن لا يشبه لباس الرجال.
• أن لا يكون لباس شهرة.
2/ الوصفة الثانية:
وهي مخصصةٌ لتجميل العيون الساحرة... ومن خالفت هذه الوصفة فقد وقعت في تغيير خلق الله تعالى... وعرضت نفسها للطرد والإبعاد عن رحمة الله عز وجل...
قال العلامة محمد بن عثيمين – رحمه الله :-
حكم هذا – أي النمص – أنه من كبائر الذنوب لأن ذلك نمص ، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم –أنه لعن النامصة والمتنمصة ، ويدل هذا الفعل على قلة الدين....... وعلى ضعف العقل أيضاً وإلا فما الفائدة أن تقلع الشعر (شعر الحاجبين ) ثم تضع بدله خطاً أسوداً تلوث به جلدة وجهها.
3/ الوصفة الثالثة :
أختي يا جميلة... روى البخاري عن عبدا لله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل.
يقول الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – في تعليقه على هذا الحديث:
ويحرم على المرأة المسلمة تفليج أسنانها للحسن بأن تبردها بالمبرد حتى تحدث بينها فرجاً يسيرة رغبة في التحسين ، أما إذا كانت الأسنان فيها تشويه وتحتاج إلى عملية تعديل لإزالة هذا التشويه أو فيها تسوس واحتاجت إلى إصلاحها من أجل إزالة ذلك فلا بأس لأن هذا من باب العلاج وإزالة التشويه ويكون ذلك على يد طبيبةٍ مختصة.
ويضيف – حفظه الله – في شرح الحديث السابق: ويحرم على المرأة عمل الوشم في جسمها لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن الواشمة والمستوشمة، والواشمة هي التي تغرز اليد أو الوجه بالإبر ثم تحشو ذلك المكان بالكحل أو المداد ، والمستوشمة هي التي يفعل بها ذلك ، وهذا عمل محرم وكبيرة من كبائر الذنوب لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن من فعله ، واللعن لا يكون إلا على كبيرةٍ من الكبائر.
4/ الوصفة الرابعة :
أختي... لباسك عنوان جمالك... وهو طريقك إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض... أو إلى نارٍ قعرها بعيد... وحرها شديد... فاحذري يا أختي وتأملي قوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه - : صنفان من أهل النار لم أرهما نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجالٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها عباد الله.مسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –في مجموع الفتاوى (22/146) في شرح قوله – صلى الله عليه وسلم-كاسيات عاريات) بأن تكتسي مالا يسترها ، فهي كاسية وفي الحقيقة عارية ، مثل من تكتسي الثوب الرقيق الشفاف) الذي يصف بشرتها أو الثوب الذي يبدي تقاطيع خلقها .... وإنما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفاً واسعاً. انتهى كلامه رحمه الله.
فلا بارك الله أختي بقطعة قماش كانت سبباً في دخول النار.. وهل يعقل أن تبيع عاقلةٌ الجنة بقطعة قماش؟!!.
5/ الوصفة الخامسة:
ما معنى الجمال؟!!
من هي الجميلة؟!!
وهل أنا جميلة؟!!
أسئلةٌ أرقت الجميلات.. وحيرت أذهان الفتيات .. اختلفت فيها الموازين .. وتبعثرت لحلها المعطيات.. لكن الجميلة المؤمنة إن حكمت عقلها ستهتدي إلى الجواب..وستعرف
أن الجميلة هي كل فتاة توازن بين جمال شكلها وجمال أخلاقها ودينها وروحها..
نعم أختي هذه هي الجميلة .. فالجمال الشكلي لوحده قد يكون تعاسة .. فكم من فتاة جميلة لا يحبها الناس.. بل لا يرغبون بمعرفتها.. لأنهم يرون أنها مغرورة بهذا الجمال.. وكم سمعنا أن سبب طلاق فلانة وخراب بيتها هو جمالها .. نعم جمالها .. وهذا حال النعم إن لم نشكر الله عليها.. وعصينا الله بها انقلبت إلى نقمٍ وعقوباتٍ من الله سبحانه وتعالى.
و خلاصة القول نقول للفتاة الجميلة المؤمنة العفيفة: اعتن بجمال شكلك.. فإن الله جميل يحب الجمال..ولكن لا تهملي جمال الروح والدين والأخلاق.. لتزدادي جمالاً ورونقاً.. وتكوني فتاةً متكاملة الأوصاف.
ولتعلمي - يا رعاك الله – أن الجمال شيءٌ نسبي لا يمكن أن توضع له مقاييس.. أو تحد له حدود..وإنه لمن الجهل أن نحكم على أي فتاة بالقبح المطلق..فقد تجد هذه القبيحة بنظرك من يعجب بها..ويرى فيها مميزات ليست موجودةً في غيرها.. ولا تنسي أن جمال الشكل إلى زوال ويبقى جمال الدين والخلق.