عرف احد الاساتذة الجزائرين السابقين بطريقته المميزة و الفريدة في تلقين الدروس لتلاميذه فكان لا يبخل عليهم بالمعلومات حتى كسب محبة و تقدير كل من درسهم.
بعد تقاعد هذا الاستاذ اصيبت و الدته بكسر في العمود الفقري فماكان منه الا ان يتكفل بعلاجها لكن للاسف لم تتمكن كل مستشفيات الولاية المقيم بها ان تعالجها بل طلبوا منه اخذها الى العاصمة . سافر الاستاذ الى العاصمة و كله امل ان تشفى والدته .مرت سنتان و نصف السنة لم تسمح فيهم المستشفى العاصمية بادخال والدته و هذا كله بسبب ما يعرف بلهجتنا "المعريفة" . و بعد عودة الاستاذ للفندق الذي نزل فيه و هو يجر اذيال الخيبة حتى ان واجهته مصيبة ثانية فقد سرقت كل اوراقه القانونية و المال الذي كان يحمله معه .
فخرج باحثا عن ما سرق منه فلم يكف عن الذهاب و الرجوع و في وجهه علامات القلق و اذ برجل يساله عن سبب قلقه حتى روى له الاستاذ القصة كاملة . بعد ان عرف الرجل الحكاية اصطحب الاستاذ الى مكب النفيات و هنالك وجدوا كل الاوراق التي كان يبحث عنها الاستاذ لكن بالطبع لم يجدوا المال . ثم اكد الرجل للاستاذ انه سيصطحبه للمبيت معه في منزله حيث ان ماله قد سرق و لا يوجد مكان ياوي اليه ثم اخرج الرجل 200 دينار و قال للاستاذ هذا كل ما املك فاعذرني و قدمها للاستاذ. و في طريقهما الى منزل الرجل حتى صادفهما شاب القى التحية على الرجل ثم نظر بتمعن للاستاذ و كانه يعرفه
فساله: يا سيدي هل انت الاستاذ فلان...؟
فاجابه الاستاذ :نعم هذا صحيح .
ثم رد الشاب :هذا انا تلميذك السابق..... فلان ....الم تعرفني
و بعد ان عرف الشاب القصة شكر الرجل و قال له لقد انتهت مهتك الان ساتكفل بالباقي .
اصطحب الشاب استاذه السابق الى بيته اين تناول وجبة العشاء و حظي باستقبال رائع من طرف اهل تلميذه السابق ومن محاسن الصدف ان والد الشاب كان يشتغل ظابطا بالجيش فاعلم الظابط الاستاذ ان يعتبر ان قضيته محلولة و في صباح اليوم التالي قدم الشاب الى استاذه السابق مبلغ 5000 دينار لكن الاستاذ قال له و الله ما اخذت هذا المبلغ كل ما احتاجه هو 1000 ديانر حتى اعود الى المنزل . ثم اخبر الشاب استاذه السابق ان اباه طلب منه ان ياتي بوالدته و سيتكفل الاب الذي هو ضابط في الجيش بادخال ام الاستاذ الى المستشفى .
و بعد مدة جاء الاستاذ و والدته و تكقل الظابط بادخالها الى المستشفى كما وعده تماما.
هذه قصة رائعة اتمنى ان تكون قد اعجبنكم ففيها الكثير من العبر
حيث ان الاستاذ قدم عمله على اكمل و جه و ما جزاء الاحسان الا الاحسان
كما تظهر القصة ان الله لا ينسى عباده المؤمنين
و ايضا ان الاستاذ ظل يتمسك بالامل رغم صعوبة المواقف التي واجهها
و كذلك طيبة قلب الرجل و تلميذه السابق حيث اننا نادرا ما نجد مثل هؤلاء الناس في زمن طغت عليه المصالح و الانانية
تحيااااتي