تخصصت في زرع الفتن في أرياف بجاية توقيف عجوز أغرقت العدالة بملفات الشعوذةتنفست الكثير من العائلات الصعداء، بعد أن بلغ الى مسامعها توصل مصالح الأمن ببجاية، الى توقيف المشعوذة ''دوجة'' التي تخصصت في نشر الفتن بين أكثـر من عائلة، قبل أن تتدخل بعدها لاقتراح الحلول مقابل مبالغ مالية خيالية لا تقل عن مليوني سنتيم في أحسن الحالات.
المشعوذة العجوز التي تتعدى الثمانين من العمر، تملك استراتيجية متميزة للإيقاع بضحاياها، حيث كانت تكلف من يخبر العائلة المقصودة، بأن السحور موجود بمنزلهم قبل أن يعلمها هذا الوسيط بأن ''دوجة'' تملك من العبقرية ما يؤهلها للكشف عن مكان تواجد السحور وتدميره بصفة نهائية. وحسب أحد أفراد عائلة سبق و أن ذهبوا ضحية كيد المشعوذة، فإن هذه الأخيرة تدخل البيت بصحة جيدة، لتبدأ تمثيليتها بعصب عينيها ووضع قطعة قماش حمراء في يديها.
وفجأة تبدأ بالصراخ والعويل على أنها قريبة من مكان دس السحور، وتدعو كل من حولها إلى الابتعاد عن محيطها. وهي اللحظة التي تخرج من بين ثيابها أشياء غريبة، منها مثلا ''ضفدع ميت'' أو قطعة لحم متعفنة أو ''هيكل عظمي لفأر'' وأشياء أخرى، لتدسها بإحكام داخل قطعة القماش الحمراء بدعوى أن السحور لا يسود في اللون الأحمر، لتعود بعدها الى البيت وتلتقي العائلة وتعلمهم أن السحور رغم قوة تأثيره لم يلحق الأضرار الكبيرة التي يمكن أن تدمر العائلة كلية، ثم تجتمع بالنساء فقط دون الرجال لتروي لهن حكايات كثيرة والسيناريوهات الممكنة وتكشف لهن واضعة السحور و''مخربة البيت''، ثم تسمح بعدها للرجال بالدخول لدفع ثمن عملها الذي لا يقل في غالب الأحيان عن مليوني سنتيم وأحيانا أكثر. وحسب مصادر مقربة من الضحايا، فإن الكثير من العائلات وجدت نفسها غارقة في أروقة العدالة ضد بعضها البعض.
وغالبا ما يكون الأب والابن والأم والزوجة، أو بين زوجات الإخوة الذين يعيشون تحت سقف واحد، بل وكثيرا ما كان يتحول الخصام إلى ضحك داخل مقر المحكمة عندما يصر رجل متعلم مثلا، على أن سبب عدم عثوره على منصب عمل يعود إلى سحور زوجة أخيه أو غيرها.
وذكر لنا أحد القضاة أن مثل هذه الحالات كثيرة جدا ومعالجتها تتم بالحكمة نظرا لصدق نية المتخاصمين.