الشبـــــاب...عملـة الأمـة الصعبـة
بقلم الدكتور عبدالحميد القضاة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الشباب
هم عنوان القوة وأداة التغيير والتطوير، فهم القوة الدافقة والعواطف
المتأججة وهم أغلى ما تملكه الأمة، فهم الحاضر وهم المستقبل، فمن أحسن
تربيتهم والتعامل معهم فلن يحصد إلا الخير والتقدم والازدهار والسعادة، ومن
لم يحسن تربية الشباب وترك لهم الحبل على الغارب، فلن يحصد إلا الفشل
واللامبالاة والإدمان على المخدرات والأمراض النفسية والجسمية والجنسية المختلفة.
أما الصور المثلى فهي التي يكون
فيها الشاب ملتزماً بدينه منتمياً لأمته وقيمها، يقدم مصلحتها العامة على
مصلحته الخاصة، لا يزيده القانون التزاماً لأن علاقته مع ربه مباشرة، فهو
يراه في كل آن ومكان.
يعتبر خدمة الوطن وعمرانه عبادة، والدفاع عن مقدساته أولى أولوياته،
إذا عمل عملاً أتقنه، فهو صادق الوعد، نظيف اليد، طاهر الفرج،
مسكون يحب الناس وخدمتهم، طابعه الجد والإخلاص، لا
وقت لديه للإضاعة فهو في سياق مع الزمن نحو التحصيل والتأهيل وعمل الخير.
وأما
شباب اليوم فهم في محنة، فقد تكالبت عليهم ظروف شتى لم ترحم غضاضة ولين
عودهم وفتوتهم، بل استغلت نوازع الشر للضغط على أعصابهم وعواطفهم.
فها هي الدعوات من كل حدب وصوب للتبرج، وهاهي دور الأزياء تنشط ليل نهار لإظهار
مفاتن المرأة، داعية البنت بكل صراحة ووضوح للخروج عن كل مألوف لتثبت
ذاتها، وتتمرد على أمها ومعلمتها بحجة الحرية الشخصية.
وهاهو الشاب المراهق تتقاذفه أوهامه وأحلام يقظته وتسيره عواطفه، فالتربية مهما
كانت سليمة في البيت فلا تصمد أمام ما يلفظه التلفاز وما يراه في الشارع
وحتى في المدرسة، أما ما يواجهه الشاب في الجامعة فهو أدهى وأمر.
وفوق كل ذلك تعقيد في الزواج، وتكاليف باهظة وبطالة قاتلة، وعواطف ظاغطة ودعوات
صارخة للزنا والشذوذ الذي أصبح عند البعض من مظاهر التقدمية والانفتاحية والمعاصرة.
فنتيجة لذلك ضاع الشباب ذكوراً وإناثا أو كادوا، فظهرت الميوعة والخنوعة والتكسر واللامبالاة والبعد عن الجدية،
وأصبح الشاب تابعاً لهواه، ثائراً على كل قديم دون أن يعرفه، متعلقا بكل جديد مستورد رغم ما فيهّ!!
يحب الرياضة لا ممارسة ولكن مراقبة على شاشة التلفاز تمر، عليه الساعات الطوال
وهو في مدرجات الملاعب أو أمام الشاشات، لا يعرف إن مر عليه ظهر أو عصر أو كليهما،
لأنه مشدودة مسلوب اللب، لا ترى فيه إلا الانفعالات عند إصابة هدف أو ضياعه!!
قدوة
هؤلاء هم نجوم الفن والرياضة، يقلدونهم بالتصرف والملبس والمكياج، المثقف
من هؤلاء لا يستمرأ إلا القصص الغرامية والأفلام الهابطة والمسلسلات التي
لا هم لها إلا عرض الأزياء واللحوم الرخيصة و الترويج للغرام ومتاهاته تم تعريف الشباب
بأساليب المراوغة والكذب على الوالدين على الوالدين لتبرير الفشل أو التأخر أو التصرف.
وهكذا ضاع الشباب فخسرت الأمة خسارة لا تعوض حيث ضاعت هيبتها ودنست مقدساتها
واحتلت أراضيها، وأصبح الشباب سكارى وما هم بسكارى واختلت الموازين عندهم
ووصلوا إلى درجة أصبح الأمر سيان لديهم إن عملوا بمصانع يهودية أو عربية،
المهم أن يجدوا سيولة نقدية ليشتروا وردة حمراء، ليكملوا طقوس عيدهم " عيد العشاق.!!
يا لها من مهزلة بل من مهازل… وصدق الشاعر حين قال:
طربٌ هنا وهناك قام المأتم....... شعبٌ ينوح وآخر يترنم
أما
من هو المسئول عن إبعاد الشباب عن هويتهم الحقيقية ؟؟ فلا شك أنه ليس واحد
بعينه ولكنهم كثير… يمكن أن نعرفهم إذا أجبنا بكل أمانة وموضوعية في كل شؤون حياتنا؟؟
ومن هو المسؤول عن إيجاد اللاشعور لدى شبابنا وشاباتنا لتقليد كل أجنبي؟؟
ومن هو الذي يحرك شاباتنا تلقائياً ولا شعورياً لتلقف كل موضة جديدة يخرجها
شياطين الإنس في دور الأزياء العالمية؟؟
ومن هو الذي يقف وراء طباعة الملايين من نسخ المجلات الجنسية التي تهرب للشباب وتباع بأثمان رخيصة؟؟
ومن هو الذي يملك الإعلام بالعالم ويبث المسلسلات الفاضحة والمثيرة وغير المقبولة شكلاً وموضوعاً؟؟؟
النقاااااااش مفتـــــــــــــوح