زين العابدين بن علي يصل إلى جدة وانفلات أمني في عدد من المناطق التونسية
غادر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي البلاد مساء الجمعة 14-1-2011، إلى الخليج بعد مظاهرات شعبية استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع، فيما قال الرئيس المؤقت محمد الغنوشي انه سيجتمع مع ممثلين للاحزاب السياسية
غدا السبت لتشكيل حكومة.
وتعيش عدة محافظات تونسية انفلاتا أمنيا، كما في أطراف من العاصمة تونس، حيث طالت الهجمات بعض المحلات والشركات التي يملكها أقارب الرئيس بن علي.
وشوهدت جموع تزيل وتمزق صور الرئيس زين العابدين بن علي من الساحات العمومية في تونس، وتمت كتابة اسم الشاب بوعزيزي الذي فجر الاحتجاجات، في عدد من المواقع منها ساحة السابع من نوفمبر.
ودعا الرئيس المؤقت الغنوشي إلى التحلي بالروح الوطنية، وأعلن عن تزويد الجيش بمروحيات للمراقبة والتصدي لمحاولات السلب والنهب، التي تنظمها عصابات من ذوي الكفاءات الدنيا، وبعض المنحرفين في الأحياء الشعبية.
وأكد مصدر خاص لـ"العربية" أن ابن علي متوجها إلى الخليج، في الوقت الذي أعلنت وسائل إعلامية فرنسية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض استقبال ابن علي في فرنسا، بينما أعلن متحدث باسم الحكومة المالطية أن طائرة الرئيس حلقت في أجواء بلادها باتجاه الشمال، فيما لم يؤكد أن طائرة زين العابدين ستهبط هناك.
أوباما يدعو لإجراء انتخابات حرة ونزيهة
من جهته دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما لى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، مشيدا بشجاعة الشعب التونسي.
وقال اوباما في بيان "ادين واستنكر استخدام العنف ضد المدنيين في تونس الذين يعبرون سلميا عن رأيهم،
واشيد بشجاعة وكرامة الشعب التونسي".
واضاف ان "الولايات المتحدة تقف مع المجتمع الدولي شاهدا على هذا النضال الشجاع من اجل الحصول
على الحقوق العالمية التي علينا جميعا ان نلتزم بها، وسنتذكر لفترة طويلة صور الشعب التونسي
وهو يسعى الى جعل صوته مسموعا".
وقال ايضا "ادعو كل الاطراف الى المحافظة على الهدوء وتجنب العنف، وادعو الحكومة التونسية الى احترام حقوق الانسان واجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب، تعكس الارادة والتطلعات الحقيقية للشعب التونسي".
ساركوزي يرفض استقبال ابن علي
وكانت قناة I-elet الفرنسية أعلنت أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض استقبال ابن علي في فرنسا، من جهتها قالت الخارجية الفرنسية ان فرنسا "لم تتلق اي طلب" لاستقبال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وستبحث اي طلب محتمل "بالاتفاق مع السلطات الدستورية التونسية".
واكدت الخارجية الفرنسية أنها "لم تتلق فرنسا اي طلب لاستقبال السيد بن علي. في حال وجود طلب مماثل فسترد فرنسا بالاتفاق مع السلطات الدستورية التونسية".
وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت سابقا انها "اخذت علما بالعملية الانتقالية الدستورية" في تونس بعد مغادرة بن علي بلاده الجمعة، وذلك في اعقاب تحرك اجتماعي غير مسبوق ادى الى مقتل العشرات في المدن التونسية.
مالطا تسمح لطائرة الرئيس بالمرور من أجوائها
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المالطية أن قبطان الطائرة "اتصل ببرج المراقبة في مطار فاليتا ولكن فقط للسماح له بالتحليق في الاجواء وليس الهبوط"، موضحا ان الطائرة كانت تتجه "نحو الشمال".
من جهته قال وزير خارجية مالطا تونيو بورغ أن "بن علي لن ياتي إلى مالطا" مبينا أنه ليس هناك أي مؤشرات لدى الحكومة إلى أنه سيأتي إلى مالطا.
وفي بيان رسمي أذاعه التلفزيون الرسمي التونسي تولى الوزير الأول محمد الغنوشي السلطة مؤقتا، طبقا للدستور لحين إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وتولى الغنوشي مقاليد الحكم في تونس استنادا لأحكام الفصل" 56 " من الدستور الذي ينص على" أنه في حالة التعذر على رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصورة وقتية تفوض سلطاته للوزير الأول بشكل مؤقت"
وقال في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي :"أتولى بداية من الآن ممارسة سلطاتي لرئاسة الجمهورية وأدعو كافة الفئات إلى التحلي بالروح الوطنية والوحدة لتمكين البلاد التي تعز علينا لتخطي المرحلة الصعبة واستعادة أمنها واستقراراها".
كما تعهد باحترام الدستور وتطبيق الإجراءات السياسية والاقتصادية التي تم الإعلان عنها منذ يومين بالتعاون والتنسيق مع كافة القوى والأطياف السياسية في البلاد.
إقالة الحكومة
وكانت تقارير سابقة قد أفادت بتشكيل مجلس قيادة من ستة أعضاء برئاسة رئيس الوزراء، يضم في عضويته وزير الدفاع، يتولى تسيير الأمور لحين إجراء انتخابات.
وكان بن علي قد أعلن قبل مغادرته البلاد إقالة الحكومة وحل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر من الآن.
كما تقرر إعلان حالة الطوارىء في جميع أنحاء البلاد.، وتشمل حالة الطوارىء:
أولا : يمنع بكامل تراب الجمهورية كل تجمع يفوق ثلاثة أشخاص بالطريق العام وبالساحات العامة
ثانيا : يمنع تجول الأشخاص والعربات من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحا
ثالثا : يمكن استعمال السلاح من طرف أعوان الأمن أو الجيش الوطني ضد كل شخص مشبوه فيه
ولم يمتثل للأمر بالوقوف وحاول الفرار ولم يبق مجال لإجباره على الوقوف.
كما تقرر إغلاق المجال الجوي التونسي أمام الملاحة الجوية وتولى الجيش السيطرة
على مطار قرطاج الدولي في العاصمة.
القرارات تأتي بعد أقل من 24 ساعة على خطاب وجهه بن علي وتعهد خلاله بإدخال حزمة من الإصلاحات تشمل حرية الإعلام، وكذلك التعهد بعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2014.
في وقت سابق أطلقت عناصر من الشرطة النار في محيط وزارة الداخلية التونسية، وألقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا منذ صباح الجمعة، في أضخم مسيرة أمام مقر وزارة الداخلية وسط الشارع الرئيسي للعاصمة "الحبيب بورقيبة".
وفي الوقت ذاته أفادت مصادر قانونية أن بن علي لم يتنازل قانونيا وبحكم الدستور عن منصبه بل سلم سلطاته مؤقتا وفق المادة 56 وسط توقعات بأن يسلم الغنوشي السلطة لرئيس البرلمان حسب المادة 57 للدستور التونسي.