بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف النبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين
ومن تبعهم بالاحسان الى يوم الدين.
وبعد
سئل فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- يوم الأربعاء 8 صفر 1432هـ عن الحوادث في الجزائر وتونس، فأجاب:
الشيخ-حفظه الله-:والله هذه الأحوال التي تجري في تونس،أو في الجزائر لا نقر هذا الأمر ولا نرضاه ، لأنه في الحقيقة لم يتبعوا فيه سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وهدي أصحابه الكرام-رضي الله عنهم-، وإنما اتبعوا فيه الغرب : أوربا وأمريكا ، ودليلنا على هذا لا نتعب نحن في البحث عنه :تصريح المتكلمين من زعماء المعارضة في هذه البلدان ،كما يقال :إما الحزب الاشتراكي، أو اليسار-جناح اليسار-، أوقل ما شئت من هذه الأسماء التي سمعناها ،كلهم يحتجون بأننا لم نصل إلى الدرجة التي وصل إليها الغرب في حرية التعبير ، ما شاء الله ! ، يعني: بما تشاء ، تعبر بحرية سواء فسق ، أوكفر، أو بدع ، أو ضلالات...إلخ . هذا باطل ، والعمل وفرصه توفيق من الله تبارك وتعالى ، وتفضل من الله تبارك وتعالى .
فعلى العباد أن يعالجوا هذا بالرجوع إلى الله، الرجوع الصحيح بالتوبة إلى الله ، والتزام شرع الله تبارك وتعالى ،فحينئذ ينتظروا الخير، أما هذه الطرائق التي يقلدون فيها الغرب فهي لا تنتج إلا الشر، ولا تنتج إلا الخراب والدمار عياذا بالله من ذلك . وأنتم كما ترون وتسمعون القتلى والجرحى بالمئات ، والقتلى وصلوا أعدادا كبيرة ، في الجزائر: قرابة الخمسين ، وفي تونس كذلك.
ثم هل يجوز لأحد أن يقتل نفسه لأنو ما حصل شغل ، يحرق نفسو بالنار؟، هذي أول شرارة انقدحت في تونس ، هذا لا يجوز له ، لا يجوز.
رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يمر عليه الهلال ، والهلال ، والهلال ، ثلاثة أهلة في شهرين ما يجد إلا تمروماء، فهل بالله هؤلاء وصلوا إلى هذه الدرجة ؟، سبحان الله!، لا يوقد في بيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-نار. فعليهم أن يصبروا ، وإذا صبروا واتقوا الله يوشك أن يكشف الله تبارك وتعالى عنهم ،ويستغفروه ويرجعوا إليه كما قال سبحانه وتعالى:{ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً}(نوح:10-11)،{يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}(نوح:11-12).فالواجب علينا أن نعود إلى الله نحن ، فإذا عدنا إلى الله رفع الله سبحانه وتعالى عنا.
عام الرمادة حصل في عهد أمير المؤمنين،هل خرجوا يتظاهرون ويقولون ما فيه فرص عمل؟،ما فيه أكل؟،المعيشة مستوى الفرد ضعيف؟،ما فعلوا هذا ، فهذا تورّثوه يا إخواني من الغرب الكافر، بدليل أنهم هم هؤلاء يحتجون بالغرب الكافر، هذا لا يجوز . نحن أمة الإسلام لنا شرعنا، ولنا ديننا نصبر حتى يرفع الله تبارك وتعالى عنا ، والصبر مع الصبر نحاول أن نرجع إلى الله بإصلاح أنفسنا ، والدعوة للآخرين بالعودة إلى الله ، وإصلاح ما هم عليه ، فحينئذ يصلح الله سبحانه وتعالى:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً} (الجن:16).فإذا استقمنا نحن بسط الله سبحانه وتعالى علينا : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} (الأعراف:96)، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق:4)، وأيضا:{ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}(الطلاق:3) .
فنحن ما نحتاج إلا أن نذكّر الناس بالفرق الذي بيننا وبين الكفار ، وما فضلنا الله به عليهم ، وما أنزله علينا من الآيات البيّنات ، وما جاء عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-من الأحاديث الصحيحات في هذا ، فهم لهم طريقهم في العلاج لكن العلاج هذا لا، الطريقة هذه لا تصلح لنا نحن ، لا تصلح لنا نحن لا شرعا ولا قدرا . فالواجب علينا أن نسلك الطريقة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نسلكها ، ولكن للأسف هؤلاء اجتمع عليهم تياران : التيارات السياسية الإلحادية العلمانية ،والاشتراكية، والشيوعية، والتيار الإخواني الخارجي ، كل واحد ينفخ في هؤلاء الحطب ليطبخ هو ويأكل ، هؤلاء هم الوقود ، هؤلاء المساكين يموتون ليحصُد الثمرة وهي: الطبخ على هذا الوقود، على هذا الحطب ، الذي يهلِك ويحترق هم هؤلاء ، إما الملاحدة الزنادقة ، وإما المبتدعة الضلال الخوارج ، وهم يزجون بهم زجًا في أُتون هذه الفتن ، فنعوذ بالله من ذلك ، وعلينا أن نحذر، وأن نتنبه لهذا، وأن نعلم أنو يجب على المسلم أن يطيع ويسمع ولو جلد ظهره وأخذ ماله . فهؤلاء لم تضرب ظهورهم ولم تأخذ أموالهم ، ولكن هم أهلكوا أنفسهم ، وقتلوا أنفسهم ، وأحرقوا أنفسهم ، واعتدوا على مصالح الآخرين ، إما أخربوا البيوت ، وإما أحرقوا السيارات ، وإما أحرقوا المتاجر والدكاكين ، أو أحرقوا البنوك ونحو ذلك ، وبعض الدوائر الحكومية .لا يجوز. النبي –صلى الله عليه وسلم-أمرنا بأن نسمع ونطيع على أثَرَة علينا ، فالواجب علينا هذا ، وأن نأدي لهم حقهم ، ونسأل الله حقنا نحن ، إذا لم نجده في الدنيا فسنجده عند الله تبارك وتعالى .وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق للجميع. اهـ
المصدر شبكة سحاب السلفية