السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكل أمة داء ألا إن داء هذه الأمة المخدرات.
والإسلام لم يحرم هذه الداء لأجل التضييق على الخلق وحرمانهم من السعادة
الوهمية المؤقتة وإنما حرمها ديننا الحنيف لما لها من آثار سلبية على الفرد
والجماعة.
ومن هنا ومن هذا الصرح أردت أن أوجه رسالة إلى كل متعاطي لأقول له:
مخدر وعمل لا يمكن إن تتفق وفي النهاية لابد من التمسك بإحداها والأرجح هو المخدر.
كذلك لابد للمتعاطي من دخل مادي مناسب حتى يستمر في أوهامه.
وسوف يتعاطى شهر أو شهرين أو ثلاثة أو سنة حتى يستنزف جميع أمواله ومدخراته.
ومن هنا سوف يقوم المتعاطي ببيع ما يملك من أشياء خاصة وفي النهاية تنتهي أمواله.
وبعد أن يقضي المتعاطي على جميع ممتلكاته سيبقى أمامه طريقان لا ثالث لهما.
أما مروج أو سارق سواء كانت السرقة بالنشل أو الاحتيال والنصب أو أي طريقة تتناسب معه.
بعد ذلك نفرض جدلاً أنه نجح في مائة أو خمسمائة أو ألف عملية ترويج أو سرقة فماهي النهاية ؟
بالتأكيد النهاية ستكون الفشل في عملية واحدة تجره للسجن أو بالمعنى الأصح بداية النهاية.
وبعد الخروج من السجن سيكتشف المتعاطي أن دائرة حياته تتمحور في تعاطي
وترويج وسرقات وسجن وسيمكث في هذا الطريق إذا لم يتب لله سنوات أو أيام
والعلم عند الله.
ولكن ميزاتنا نحن الخلق هو التخطيط للمستقبل والعيش بكرامه واستقلالية ومن
هنا سيفقد المتعاطي كرامته لأجل المخدر وسيفقد استقلاليته ويعود لأبيه وأمه
وأقاربه وأصدقائه وخاصة بعد خروجه من السجن ريثما يجد ثلته التي تدعمه
بتلك المادة أو يجد ما يخطط لسرقته ولكن والديه لن يقبلوا العيش معه
وأصدقائه وإخوانه سيتخلون عنه لا محالة.
فأي حياة هذه وأي مستقبل وأي كرامة وأي مأوى يبحث عنه ؟
ليس له سوى ذلك المخطط الذي أعده له المروجون من السجن.
لأنه يرى المستقبل بعيداً عنه وخاصة أن مستقبل الشخص يتحدد بعد العشرين عام.
ولكن من كان عمره ثلاثون سنة ووقع في تهلكة المخدرات وخاصة من يكون موظف وقضى في عمله عشر سنوات وأكثر ثم طرد من عمله.
فكيف يستطيع استعادة ما فات من حياته جرا الركض خلف الوهم ؟
وما أريد توضيحه لكل متعاطي مريض هو أن أمامه خياران.
ـ أما خسارة مستقبلك وأموالك وتهديد حياتك بالسجن بحثاً عن المخدرات.
ـ أو الإقلاع عنها وهذا لن يكتمل إذا لم يكن من أجل الله عز وجل لأنك لم
تتردد في تعاطيها سابقاً قبل الوقوع فيها لأجل كرامتك ومستقبلك ومالك وخير
وسيلة للإقلاع عنها هو القرآن الكريم لأنه شفاء لما في الصدور وهو المصدر
الأقوى للإيمان بالله.
أتمنى من الكل في هذا الصرح توضيح ما يجب فعله من قبل المتعاطي حيال الإقلاع عن هذه المادة الخبيثة لعل الله ينفع بنا.