تغنى بها العرب طويلاً ولعنها التونسيون أخيراً
"ليلى" فيروس جنن "قيساً" ... وخلع "زين العابدين"!تغنى العرب جميعاً بـ"ليلى" عبر قرون وعقود، كانت فيها المثل الأعلى لأنثى اجتمعت فيها كل عناصر الإغواء والفتنة، حتى أرغم الشعراء كل صاحب نغمٍ، أو هائم بالعشق، على الغناء "مجاناً" لحسنائهم التي شغفتهم حباً.
ومضت هذه الشريحة تدخل "ليلى" طوعاً أو كرهاً في أي مقطوعة شعرية، حتى صار ذلك التغني واحدة من الضرورات الشعرية، فصار مدح بقية الأسماء المؤنثة شيء لا بد أن يطعّم بـ "ملعقة من ليلى" حتى يغدو شهياً، يغري على التذوق والاحتساء.
ولشدة ما تطرف هؤلاء في استهلاك ذلك الاسم "الفتاك"، صور الناس جميعاً مابين عاشق لصنمهم أو مدعٍ، "فكل يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاك"، وإن كان تونسي في أيام الوصل بقرطاج، اقترح تعديل نهاية البيت القديم ليكون "وليلى تقر لهم بذاكا". وفاته أن ذاك معناه أن سيدته "لا ترد يد لامس"، وتلك قصة أخرى.
هذا الفجور العربي في التغني بأمجاد الفاتكين بالأبرياء، بدأ بليلى العامرية التي لم تفعل شيئاً مهماً غير أن القدر ساق إليها فتى "مغفلاً"، فتعلق بها، حتى أخذت بكل قلبه، ثم تركته يهيم على وجهه مع البهائم وخشاش الأرض. أي إنجاز خارق صنعت؟
الكاتبون عن العامرية ومجنونها قيساً، هم الآخرين فيما يبدو أصابهم شيئاً من "فيروس ليلى" فلم يكلفوا أنفسهم سؤالاً، فكيف يجيبون الأبرياء من ضحايا "ليلى" أو يداوون عللهم؟!
لكن التقليل من إنجاز "العامرية" التي أغوت شاباً بريئاً ثم أسلمته للجنون، لا يتسامح فيه أنصار مذهبها، فهاهي تفعل الأفاعيل، حتى سجلت أعظم إنجاز لها في القرن الواحد والعشرين فخلعت رئيس دولة، بعد أن جننته كما فعلت من قبل بضحيتها "قيساً".
الشعراء العرب الذين اغتصبوا حق جميع النسوة وسجلوه باسم "ليلى"، بعد جريمتها الجديدة يحاولون التكفير هذه المرة عن كل تواطئهم الماضي مع "حسنائهم الفتاكة"، عبر التفنن في كيل الشتائم لها واللعنات، فهل استيقظوا أخيراً، أم أنها استراحة محارب ثم يبدأ موال "من رام منها وصالاً ظن من فرح ... أن الورى كلها تقول ها أنذا"؟
ملاذ العاشقين!
حين عظمت مصيبة قيس بن الملوح بسبب حبه لليلى، كان مفزع والده المكلوم إلى المسجد الحرام، فحج به واعتمر، فلما حانت ساعة الالتجاء إلى رب السماوات أملاً في تطهير القلب العليل من "وثن ليلى"، يرقب الوالد ابنه، فإذا الضحية يناجي ربه "اللهم زدني بليلى حباً وبها كلَفاً ولا تُنسني ذكرها أبداً".
ملاذ العاشقين!
حين عظمت مصيبة قيس بن الملوح بسبب حبه لليلى، كان مفزع والده المكلوم إلى المسجد الحرام، فحج به واعتمر، فلما حانت ساعة الالتجاء إلى رب السماوات أملاً في تطهير القلب العليل من "وثن ليلى"، يرقب الوالد ابنه، فإذا الضحية يناجي ربه "اللهم زدني بليلى حباً وبها كلَفاً ولا تُنسني ذكرها أبداً".
ويعيد التاريخ نفسه، فتفعل ليلى الطرابلسية ما شاء الله أن تفعل بزوجها الرئيس زين العابدين بن علي وبتونس كلها، ثم يتوجه فيما تردد المسكين إلى البيت الحرام، ولكن هذه المرة لا ندري حتى الآن، هل دعا الله أن يزيده حباً لليلى أم دعا لأمته أن يكفيها الله شر "شياطين" ليلى وأخواتها وسائر عشيرتها.
وإذا كان التونسيون توقفوا عن "حب ليلى"، فهل يصغي لهم بقية العرب، أم أن "الحب سلطان"؟