تدخل الأم بشكل سلبي في حياة ابنها بعد زواجه فهي تعامله كطفلها المدلل الذي تزوج لكي يعيش حياة الرفاهية مع زوجة في نظرها مطالبة بكل شئ فاحساس الأم أن ابنها الذي كان يعيش في حضنها ويقضي معها معظم الوقت ويبادلها الاهتمام والمشاعر يدفع بها لتنظر إلي خطيبته أو زوجته بأنها أخذت نصيبها وسيطرت علي مشاعره ولم تجد وسيلة إلا التدخل في حياته حتي تري أنها مازالت موجودة وهي لا تدري أنها بذلك تتملكها الأنانية وتنسي أن هذا الطفل سيكون رجلاً فتسلبه شخصيته فلا قرار إلا بالرجوع إليها وهي التي تحدد مع من؟ وكيف يتعامل؟!
*** فتقول "رنا علي محمد" 26 سنة مهندسة اتصالات ان تدخل الأم وممارسة دور الحماة المسيطرة يبدأ من الخطوبة فتقارن بيني وبين ابنتها وتدخل في أدق التفاصيل مكالمات التليفون ونوعية الهدايا وعندما اعترضت علي تدخلها وبالرغم من صلة القرابة "أرسلت رسالة علي المحمول لوالدتي" تفسخ الخطوبة.
*** وتروي "شيماء ياسين" 28 سنة مدرسة أن تدخل أم الزوج أو الخطيب تتوقف علي شخصية الرجل فاذا كانت شخصيته ضعيفة ولا يستطيع أخذ قرار بمفرده يظهر تأثير الأم أكثر من الوالد فأنا ارتبطت بشاب وكان يعاملني أفضل معاملة وعندما بدأ أخذ الخطوات الرسمية بين العائلتين بدأ يظهر دور الأم من بعيد فاختلف السلوك وظهرت الندية في التعامل ومحاولة تضييق الامكانيات وعندما اعترضت اسرتي وأنا اختفي الشاب الذي أعرفه وأسرته.
*** وتعلق الدكتورة/ فاتن شريف أستاذ علم الاجتماع والانثربولوجيا بجامعة المنصورة أن هذه المعاملة لا تعد ظاهرة يمكن تعميمها لكنها حالات فردية ترجع لعدة عوامل تتداخل مع بعضها وقد تتسبب في ظهور هذا النوع من التعامل:
التنشئة الاجتماعية. شخصية كل من الأم والابن. الاستقلال الاقتصادي ويقصد به أنه كلما كان الانسان عنده القدرة المادية لتكاليف الزواج من مهر وشبكة وشقة أصبح أكثر استقلالية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالزواج. لكن في حالة عدم مقدرته ومع خلافه مع أمه تستخدم سلاح المادة في فرض سيطرتها علي ابنها وحياته واختياراته المتعلقة بالزواج. خاصة في هذا الزمن الذي فيه الشاب لا يتحمل بمفرده التزامات الزواج دون معاونة أسرته.
كما تشير الدكتورة/ فاتن شريف أن هذا الجانب ليس مسئولاً وحده عن فشل الزيجات بسبب تدخل الأمهات لأن تلعب شخصية الشاب دوراً كبيراً حيث عندما لا يستطيع اتخاذ القرارات المصيرية ونمط شخصيته اعتمادية علي الاخرين ويفتقد الثقة بالنفس وفي مقابلها قد تكون شخصية الأم حادة ومسيطرة وعنيفة لديها حب التملك كلها أنماط شخصية تلعب دوراً في هذا الجانب تنظر لابنها أنه ملك لها وتري فيه أن لديه كل المواصفات التي تجعله يستحق اختيار أفضل الفتيات وبالتالي في حالة حدوث أي اعتراض أو خلاف من جانب الفتاة يعد نوعاً من التمرد بناء عليه أنها توجهه لاتخاذ مواقف عدائية. وأن هذه الفتاة لا تصلح.
والتنشئة الاجتماعية تساهم حيث لابد علي الوالدين أن تدعم شخصية أبنائهم بأن تكون مستقلة والتدريب علي اتخاذ القرارات والاعتماد علي النفس واحترام آراء الآخرين وتقسيم الأدوار بين الأبناء وأن يتحملوا مسئولية اختياراتهم.
* وتتحدث د. فاتن عن نقطة هامة وهي "حدود الطاعة" بالنسبة للزوج أن هناك مقومات للاختيار الزواجي لابد أن توضع في الاعتبار منها "التجانس في الدين والمستوي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وبالتالي علي الشاب طاعة والديه عندما يكون الاختيار يفتقر إلي إحدي هذه المقومات... لكن عند اتخاذ القرارات الزوجية والشخصية بين الزوجين والخاصة بالبيت وتأسيس حياتهم وانجابهم وطريقة اسرافهم لابد أن لا يتدخل الوالدان لأن ذلك يؤدي إلي الخلافات المستمرة وفشل العلاقات الزوجية بصورة سريعة وهي أحد العوامل التي تسهم في ارتفاع معدل الطلاق.
*** وتنصح بالطريقة الأمثل للتعامل مع الحماة:
* أنه في حالة أنك تشعرين بعاطفة تجاه هذا الرجل وأنه الزوج المناسب تحاول الزوجة لا تردد الحوارات والاحاديث التي تدور مع الحماة للزوج أو في مرحلة الخطوبة وأن تفترض حسن النية وتحاول أن تتجاهل بعض العبارات.
* أن تكون لديها القدرة علي استيعاب زوجها حماتها بأن توجه الموقف لصالحها فلا ترفض اقتراحات أم زوجها منذ البداية لكن ترحب بها وتناقشها مع زوجها وتقنعه بآرائها إذا كانت صائبة لأنه أحياناً تكون الأم بحكم خبرتها أراؤها صحيحة وتهدف لسعادة الزوجين.