الدكاترة يشرحون أسباب إقدام الشباب على الإنتحار في الجزائر
أســـــباب الإنتـــــــحارليـــــست اقتــــــــصادية بـل إجتماعــــــــــــــية نظمت أمس، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ندوة بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، بحضور دكاترة وفقهاء في الشريعة الإسلامية، وتطرقوا من خلالها إلى الأسباب الحقيقية لظاهرة الإنتحار التي انتشرت بشكل مخيف بالجزائر، خاصة لدى فئة الشباب، كما قدّموا بعض الحلول التي من شأنها التقليل من الظاهرة.
[color=red]
وفي هذا الخصوص، ذكّر الدكتور عمار طالبي، خلال مداخلته، الشباب المقبلين على وضع حد لحياتهم، أن قتل النفس محرم شرعا، مستعينا في ذلك بنظرة الصحابة رضوان الله عليهم- لقتل النفس، حيث كانوا يعتبرون من يقتل نفسه كافرا، ولم يصل النبي صلى الله عليه وسلم- على أحد الأشخاص حينما علم أنه قتل نفسه متعمدا، حتى وإن اختلفت وسائل الإنتحار، فإن الدكتور اعتبرها جميعا محرمة وأسوؤها حرق النفس بالنار، وهو ما يلجأ إليه شباب اليوم، تقليدا لمفجر الثورة الشعبية التونسية ''البوعزيزي''. ودعا في هذا السياق الشباب، إلى عدم المخاطرة بأنفسهم والإلقاء بها في التهلكة، نتيجة لبعض المشاكل التي يمكن حلها، وطلب من كافة الجزائريين التحلي بالصبر بدل قتل النفس، لأن مثل هذه الأفعال سيسأل عنها المرء يوم القيامة.
وفي سياق مماثل، تحدثت الدكتورة فضيلة بوعمران، عن انتشار ظاهرة الإنتحار في العديد من دول العالم، وليست محصورة على الجزائر والدول العربية فقط، وعن الأسباب نفت الدكتورة، أن تكون اقتصادية بحتة، والدليل تسجيل أعلى النسب من الإنتحار في البلدان المتقدمة، كما أن الإنتحار يختلف لدى الجنسين، حيث إن الرجال أكثر المقبلين عليه، فيما تسجل النساء أقل النسب لقدرتهن على التحمّل والصبر، كما اعتبرت ''الحرڤة'' إحدى أخطر وسائل الإنتحار، نظرا إلى تسجيل نسبة 90 % من الشباب لا يصلون إلى الضفة الأخرى، ويموتون في عرض البحر، ولم تخف تأثير المشاكل الأسرية على الأطفال خاصة عند حدوث التفكك أو الطلاق، مما يولّد حالات مرض نفسي لدى الأطفال، تدفعهم إلى الإنتحار وقتل النفس. ومن جانب آخر، ذكرت الدكتورة الجانب السياسي الذي يؤثر كثيرا، والدليل ما حدث في تونس، وما تعاني منه مصر الآن، ودعت في هذا الإطار المسؤولين إلى فتح أبواب الحوار والعمل على التكفل بالشباب، بدل سن قوانين اعتبرتها صلبة، وقد تزيد الوضع سوءا.