منذ صغري وأنا متفوق جدا في دراستي، فوالدي زرع بداخلي الإجتهاد والمثابرة ولست وحدي المتفوق، فإخوتي كلهم تخرجوا من الجامعات، أنا أصغرهم كان كل الناس يتوقعون لي مستقبلا زاهرا جدا، لأنّني حتى المرحلة الثانوية كنت متفوقا، وفي النهاية دخلت إلى الجامعة التي كنت أحلم بها في العاصمة، كنت سعيدا جدا وأنا أجهز حقيبتي للسّفر وسط وصايا والدي، فقد كانت تلك المرة الأولى التي أغادر فيها قريتي، أعجبتني العاصمة جدا، انبهرت بها وقررت أن أركز في دراستي فقط، مر العام الأول الثاني والثالث، وأنا مستمر في تفوقي وكل الأماكن التي أزورها هي الحي الجامعي الذي أقيم فيه والجامعة، إلى أن تعرفت على زميلة تدرس معي، طلبت مني أن أساعدها في أمر ما، وانبهرت بجاذبيتها وجمالها الخرافي جدا فصارحتها بمشاعري، وكنت أسعد شخص عندما بادلتني المشاعر وكانت حبيبتي من النوع الذي لا يحضر كثيرا إلى الجامعة، فصرت مثلها فأنا لا أريد أن أفارقها لحظة، أريدها أن تكون أمام عيني ليل نهار حتى العطلة، أصبحت أكرهها جدا، لأنها تبعدني عن حبيبتي، نهاية الموسم الدراسي رسبت في مواد كثيرة، اندهش الجميع وأنا لم أهتم أبدا، لأن كل اهتمامي أصبح منحطا على فتاتي الحسناء.
حدث أن غابت ولم تعد تحضر إلى الجامعة، سألت عنها لا أحد يعرف سبب ذلك، هاتفها مغلق كدت أن أموت من حيرتي وبمساعدة صديقة عرفت أنها تزوجت وأنها منذ البداية كانت مخطوبة وكانت تخدعني، الكل يعلم ذلك.
كيف لذلك الملاك أن يخدع بهذه القسوة، تركت دراستي وأنا آخر سنة، بعد أن أصابتني أزمة نفسية حادة. أصبحت رجلا محطما ضيعتني امرأة مثلت علي الحب، أحاول أن أنسى ولا أستطيع، كيف لي أن أنسى أسعد وأروع أيام حياتي، ما مررت به صعب جدا، فأنا أتعاطي هذه الأيام المخدرات، لأنّها تجعلني في مزاج أفضل، تجعلني سعيدا جدا لحد بعيد وتنسيني.
أنا لست ضعيفا، لكن صدمتي قوية جدا، ولي الحق أن أقضي حياتي باكيا متحسرا على ضياع حبي وحلمي، صحيح أنّها كانت كاذبة ومخادعة لكنها جعلتني أعرف معنى السّعادة والفرح.
الفاشلالايوبيالذي يريد الزواج الحلال يحترم آداب الشرع في ذلك.ولو انه ذكي قبل الحب اسأل واعرف الاصل والفصل حتى لا تغرق في بحرالحب وتتقيد بحباله والتي يصعب التحرر منها الا بعد غم وهم ومرض اذا ما اختل توازنه وفك احد الطرفين الارتباط الحبي و العشقي.
ونتائجها عند صاحبنا الذي ضاع وضيع دراسته على فتاة منافقة تستغل المشاعر لقضاء مآربها.