محاولات إسرائيلية لمنع عرض فيلم «ميرال» فى «الولايات المتحدة» لتناوله تأسيس الدولة العبرية.. واتهام مخرجه بكراهية اليهود
تخوض عدة منظمات أمريكية ويهودية فى الولايات المتحدة محاولات قوية لمنع عرض فيلم يحمل اسم «ميرال»، ويتناول الصراع العربى الإسرائيلى خلال الفترة من عام ١٩٤٨ وحتى عام ١٩٩٤، وتحدد يوم ٢٥ مارس الجارى موعدا لعرضه التجارى فى الولايات المتحدة، ويقدم الفيلم قصة حقيقية للفلسطينية هند حسينى التى أسست دارا للأيتام تحت اسم «دار الطفل» فى مدينة القدس، ويتعرض تحديدا إلى تأسيس دولة إسرائيل عام ١٩٤٨ باعتباره الطامة الكبرى على المنطقة، حيث أتى على حساب الدولة الفلسطينية والاستيلاء على الأراضى العربية وصولا إلى إلغاء الدولة الفلسطينية وهويتها تماما من الخرائط الجغرافية وعلى أرض الواقع لصالح الدولة العبرية الناشئة، وما أتبعها من مخططات الاستيطان الكبرى التى قامت بها إسرائيل، ونجم عنها تشريد ملايين الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال على حد سواء.
وقد توجهت بعض المنظمات الأمريكية واليهودية بطلبات إلى مقر الأمم المتحدة فى مدينة «نيويورك» الأمريكية، لوقف عرض الفيلم وإلغاء العرض الخاص المقرر إقامته فى مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الاثنين المقبل، وزعمت تلك المنظمات فى طلباتها أن الفيلم يسىء إلى الدولة الإسرائيلية ويعاديها، إلا أن المتحدث باسم الأمم المتحدة «جان فيكتور نيكولا» قال إن تلك المحاولات لن تقف فى طريق عرض الفيلم الذى نأمل أن يساهم فى حل مرض لجميع الأطراف ويسهم فى إحلال السلام على الجميع، وأكد أن العرض الخاص للفيلم سيقام فى موعده بمقر الجمعية، فى الوقت الذى طالب فيه «حييم واكسمان»، نائب سفير إسرائيل فى الأمم المتحدة، بإعادة النظر فى قراره، مؤكداً أن عرض الفيلم «طريقة غير ملائمة» من قبل الأمم المتحدة التى دائما تركز على الصراع العربى الإسرائيلى بشكل قلق ومفرط على حد وصفه. وبخلاف تلك الطلبات التى تقدمت بها المنظمات الأمريكية واليهودية فى الولايات المتحدة، فقد شنت حملة دعائية مضادة للفيلم على عدة مواقع إلكترونية، اتهم خلالها مخرجه الأمريكى «جوليان شنابل» بكراهية اليهود دون مبرر، كما وجهت انتقادات تستهزئ بقصة الفيلم وانطلاقها من فتاة مسكينة على غرار قصة سندريلا على حد وصف تلك الحملة.
يقوم ببطولة الفيلم البريطانية «فريدا بينتو» التى قدمت فيلم «المليونير المتشرد»، ويشاركها البطولة الفلسطينية هيام عباس ومكرم جى خورى و«وليم دافوى» و«فانيسا رادجريف»، والممثل الأمريكى من أصل مصرى عمر متولى، وأخرجه «جوليان شنابل»، وهو إنتاج شركة بريطانية مستقلة، وتوزعه شركة «وينشتين» الأمريكية فى الولايات المتحدة.
تم تصوير الفيلم فى إسرائيل، بينما أجريت جميع العمليات الفنية اللاحقة له فى بريطانيا، وتستند الأحداث إلى خط رئيسى بطلته فتاة فلسطينية- تجسد دورها «فريدا بينتو» - نشأت فى ملجأ للأيتام، ومع قرار تقسيم فلسطين تجد الفتاة نفسها بلا مأوى مثل غيرها من عشرات الأيتام الفلسطينيين الذين تشردوا فى الشوارع والطرقات، وهو ما تلاحظه سيدة فلسطينية تدعى هند الحسينى، فتتعاطف معهم وتسعى إلى جمع ما يقرب من ٢٠٠٠ طفل على مدى ٦ أشهر وإيوائهم والتأكد من حمايتهم وتوفير الغذاء لهم فى دار للأيتام سمتها «دار الطفل»، التى تفتحها مؤكدة أن السلام يمكن تحقيقه بالتعليم وغرسه فى الجيل الناشئ،
ومن بين أطفال الدار «ميرال» - «فريدا بينتو» التى أرسلها والدها لتلقى الرعاية بعد وفاة والدتها عام ١٩٧٨ منذ أن كانت فى السابعة من عمرها، حيث ظلت تجهل أى شىء عن الصراع العربى الإسرائيلى، نظراً لصغر سنها وبراءتها، ومع خروجها للعمل فى سن السابعة عشرة كمدرسة فى معسكر للاجئين، تتفتح عيناها على ما يحدث وطبيعة الصراع بين العرب والإسرائيليين، خاصة حين تقع فى غرام «هانى» الناشط السياسى - يجسد دوره الممثل الأمريكى من أصل مصرى عمر متولى - والذى يؤمن بضرورة استرداد فلسطين بالقوة، فى حين تميل هى إلى الإيمان بالسلام وقدرته على حل الأمور.
الفيلم مأخوذ عن كتاب للكاتبة الإيطالية من أصل فلسطينى رولا جبرائيل، الذى تناول أحداثاً حقيقية لتأسيس سيدة فلسطينية تدعى هند الحسينى لدار الأيتام، وتستعرض خلال كتابها تأسيس إسرائيل وما مر به الكيان الفلسطينى حتى عام ١٩٩٤، ومراحل الصراع العربى الإسرائيلى سواء كان سلميا أو عبر الحرب.