عندما تصبح الجامعة مصدرالتحصيل العلمي والثقافي
والأدبي منبع الاساتذة والدكاترة باب من ابواب الخروج عن الاعراف والاخلاق
والاداب العامة والدخول في عالم الانسلاخ والانحراف والحرية الاخلاقية
المطلقة لابنائنا وبناتنا .
قد يعد الانتقال من مرحلة التعليم
الثانوي المجاور للبيت والاهل والمعارف الى مرحلة الانفصال عن هذه الدائرة
المحمية والمراقبة نسبيا فرصة لا تعوض لبعض الطلبة والطالبات للتحرر
والانطلاق نحو عالم يعد حلما يكسرون فيه قيود الرقابة والاعراف والاداب
العامة المكتسبة في البيت المحافض والقرية والمدينة المحافضة الهادئة .
يطبقون فيها ما يشاهدونه عبر المسلسلات والافلام الخليعة والمنحرفة عقائديا
واخلاقيا . بل ان واقع الجامعات في هذه البلدان بعيد كل البعد عن ما يصور
ويخرج في المسلسلات الترفيهية والتشويهية التجارية ان صح التعبير. ان واقع
الجامعات الغربية مختلف تماما عن واقع جامعاتنا الجزائرية التي انحرفت عن
مسارها او اريد لها ذلك عمدا واصرار وزاد فوق ذلك الذهنية التي ينتقل بها
الطالب من عالم الثانوية المحدود الى الحياة الجامعية المبهرة بالنسبة له
والذي ينضر اليه بنضرة الافلام الهوليودية المشوقة حيث الطالب شاب يضع
نضارات وسلاسل واساور ويرتدي اخر صيحات المودة ويقود دراجة نارية في وسط
الحرم الجامعي ويدخن كل شيء وسط الجميع دون اعتبار ودون رادع والطالبات
يلهثن وراء الضفر بنضرة منه كيف لا وهو الطالب الجذاب المغناطيسي التي
ستقضي معه الطالبة سنوات الدراسة والتحصيل في المرح والترفيه واللهو وفي
الاخير ستتخرج في حفل بهيج يعمل على شرفهم في بهو الجامعة .
وتلك
الطالبة المثيرة الملفتة للانتباه التي تمضي جل وقتها في النزهة وركوب
السيارات والحفلات مع الاصدقاء لديها غرفة جامعية وحرية غير مقيدة في
التنقل والخروج والتواصل في الاخير ستتخرج ويعمل لها حفل بهيج وينتهي الفلم
المثير بمناضر مفرحة وزاهية لكنه يبدئ في عقول واذهان طلبتنا خاصة
للمقبلين لاول مرة على الحياة الجامعية .
لقد وصل ببعض الاولياء هذا
العام لحرمان بناتهم من ارتياد الجامعات والتسجيل فيها وهذه ضاهرة خطيرة
وجديدة ستتنامى مع الوقت لما استقر في ذهنه من صور مخزية ومخيفة لواقع
جامعاتنا وطلابها ولا نلومه في ذلك ابدا اذا ما شاهدنا وقرئنا عن قصص يندى
لها الجبين تحصل في الاحياء الجامعية . فالقائمين على الجامعات واولياء بعض
الطلبة الذي منحت لهم الحرية المطلقة حتى في الزواج السري في الجامعات
وامور افضع طبعو هذه الصورة بقوة لدينا . ولم يمنع سوى من رحم ربك من
الطلبة والاولياء المحافضين المتشبثين باصول الدين وما تبقى من اخلاق واداب
.
نرجو ان لا ينجر الطلبة الجدد المقبلين على الحياة الجامعية وراء
لذة الانفصال والتحرر من العقد والقيود والانتقال الى غرف خاصة وحياة خاصة
غير مقيدة وغير محدودة والانبهار بالطلبة القدماء ممن فضلو الانسلاخ
والانحراف عن هدف اوليائهم وهدف التعليم الجامعي الذي رسم لهم .
ونرجو
ونطالب من القائمين على التعليم العالي والاحياء الجامعية وضع حدود ورقابة
وقوانين وعقوبات صارمة وان يراعو الله في الحفاظ على جامعاتنا ويتحملون
مسؤولية الحفاظ على الاداب العامة داخلها وخارجها والحفاظ على الطلبة
والطالبات المحافضين والذين يحملون مشعل العلم والادب .
نتمنى ان لا نرى
كوارث اخلاقية في الموسم المقبل وتنظم جامعاتنا اكثر ويلتزم طلابنا اكثر
خاصة الجدد الذين سيرسمون واقع الجامعات في الجزائر مستقبلا .
هذا لا
يعني انه يوجد طلبة وطالبات على قدر المسؤولية والالتزام ندعوهم الى الاخذ
بيد هؤلاء الطلبة الجدد وعدم تركهم للسيناريوهات المختلفة وغير المتوقعة .
انا
ادعو الطلبة الملتزمين الى تأسيس شبه جمعيات او تجمعات في الاحياء
الجامعية بعيد عن منضمة الطلبة وغيرها اختصاصها هو الاخذ بيد المقبلين
الجدد والعمل جماعيا على الحفاظ على الحياة الجامعية في اسمى وارقى صورة .
وتحقيق الهدف الاسمى للانسان من ارتياد هذه الصروح الكبيرة التربوية .
فمثلا
لو طالب او طالبة يباشر دراسته مع انطلاق المووسم وتقدم له مجموعة من طلبة
يرشدونه ويشكلون به مجموعة تحافظ على نفسها وتنشغل بالدراسة وتنمية الذات
والابتعاد عن المنكرات والامور الملهية وكذلك البنت ياخذ بيدها بنات
ملتزمات يرشدنها ويحافضن على بعضهم البعض . افضل من تركهن لكل السلبيات
الحاصلة الان والجماعة افضل من الافراد .