المعادلةُ سهلةٌ جدًا ولا تستدعي استغرابك أبداً، لأنها تعتبر محسومةً من قبل الطرف الذي يقوم باستغلالك عاطفياً في كل مرة .
إذا كنت تحبني فلن تمنعني .. و إذا منعتني فأنت لا تحبني !!!
هذه معادلة الابتزاز العاطفي بشكلٍ مختصر وبإمكانك القياس عليها في كثير من المشاهد التي تتكرر معنا يوميًا.
وإن كنت تظن بأنك ناجٍ من هذا الابتزاز فانظر حولك و تمعن لتعلم أنك على الأغلب وقعت ضحيةً لهذا النوع من الاستغلال أو كنت أحداً من الذين يمارسونه بتعنت.
- الطفل يُضرب عن الطعام ليحصل على مطلبه في مشاهدة التلفزيون وقتًا أطول.
- الأب يحاول منع ابنه من الخروج من المنزل فيصرخ متألماً .. آه يا رأسي ..آه يا قلبي .. ارتفع ضغطي .. ارتفع السكري ..
- وقت الدوام انتهى و لكن العمل لم ينتهِ بعد و أنت تريد الانصراف فيبادر رئيسك في العمل: “نحن لم نقصر معك ، منحناك كل الاحترام و المحبة هنا و نعاملك كأنك صاحب عمل “
المشاهد كثيرة لا مجال لحصرها هنا .
ولكن….
لتعلم أن هذا الشخص الذي يقوم بابتزازك هو مجرد شخصٍ أنانيٍ لا يهمهُ سوى تحقيقُ رغباته بغض النظر عمّا تشعرُ به او تفكرُ فيه ، و بغض النظر إن كان تنفيذك لرغباته سيؤذيك أم سيكون مريحاً بالنسبة إليك.
اذا وافقت أن تخضع لهذا الابتزاز مرة فإنك ستخضع له على الأغلب مراتٍ و مرات .
من يساومُ على منحك عاطفته بشكل معنوي أو عملي هو شخصٌ سيتخلى عنك بمجرد انتهاءِ صفقاته الرابحة على حسابك.
تعلم أن لا تقول نعم عندما تعني “لا”.
سوف يتهمك بالانانية و الجشع ، سيتهمك بأنك تعذبه و تسيءُ إليه باستمرار طوال أيامك معه !
كن منصفًا لنفسك قبل أن تنصف غيرك ولا تتوقف عند اسطوانته المشروخة التي سيرددها على مسامعك.
قد يقول لك المبتز بأن رفضك هو سببٌ لاكتئابه و احباطه و يأسه ، قد يوهمك بأنك سببت له أذى نفسي بالغ ليوقعك في لعبة تأنيب الضمير فتأكد بأن ضميره تجاهك ميتٌ تماما و إلاّ لما استخدم هذا الاسلوب الدنيء في لوي ذراعك.
التخويف و التهديد هما الاسلوب الذي يلجأ إليه المبتز بشكل مباشرٍ أو غير مباشر ، غالبا سوف يهددك بقطع علاقته بك ، سوف يخوفك بإيذائه لنفسه ، سوف يطلق عليك التهم بأنك كنت ولا زلت تسيء إليه ، سوف يمارس عليك كل الضغوط التي توحي بتأثيرٍ سلبيٍ على علاقته بك لأنه ببساطة يعلمُ نقطة ضعفك و حاجتك إليه وسيلعبُ على هذه الورقةِ الرابحة مرارًا و تكرارًا .
قف مع نفسك وقفة صدق و اسألها :
- هل أشعر فعلاً بالرغبة في تنفيذ هذا الأمر ؟
- لا ..
- إذًا لماذا أستسلم على الرغم من عدم رغبتي ؟؟
- لأني أخاف من فقدان الثقة و الحب و الأمان .
هذا يعني أنك تدفع ثمنًا لما تحصلُ عليه من عواطف و مشاعر!!!
إنك في الحقيقة تدفعُ ثمناً لأشياء لا تُشترى فهي إما أن تصدرَ من قلبٍ صادقٍ أو أن لا تكون أبدًا فالموازنة خاسرة على كل حال.
اذا كنت شخصًا مازوخياً يستمتعُ بلعبِ دورِ الضحية فهنيئاً لك هذه البطولة المطلقة ولكنك على الأقل يجب أن تعرف كيف تسيرُ هذه اللعبة احترامًا لعقلك الذي تحمله فوق أكتافك ولكي تقبل هذا الدور بمزاجك و باختيارك .
أما اذا كنت حرًا يرفض الخضوع و فرض السيطرة
إذا كنت شخصاً يرفض استجداء عاطفةٍ تمنح له من خلال المساومات
فقد آنَ الأوانُ أخيراً لكي تتعلم كيف تقول “لا” .
.
.
.
أود رأيكم بالموضوع....
...
.
.تحياتي