وارسو، بولندا - لم تنجح بولندا في تحقيق أوًل فوز لها في بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم بعد تعادلها مع اليونان بهدف لمثله مساء اليوم الجمعة في مباراة الافتتاح التي احتضنها ملعب وارسو الوطني أمام أكثر من خمسين ألف متفرج قدم معظمهم لمؤازرة المنتخب الوطني الذي يستضيف البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخه.
جاءت المباراة مثيرةً جداً وشهدت تقلبات كثيرة قبل أن تنتهي بنتيجة " لا غالب ولامغلوب" بعد أن كان مهاجم بوروسيا دورتموند روبيرت ليفاندوسكي افتتح التسجيل لبولندا في الدقيقة 17 قبل أن ينجح اللاعب اليوناني البديل ديمتريوس سالبينغيدس من إدراك التعادل في الدقيقة 51 علماً أن قائد اليونان جيورجيوس كاراغونيس أضاع ركلة جزاء في الدقيقة 71.
وكان المنتخب البولندي يمني النفس بحصد النقاط الثلاث من هذا اللقاء قبل المواجهتين الساخنتين أمام كل من روسيا وتشيكيا وبمحو خيبة مشاركته الأولى في يورو 2004 في سويسرا والنمسا، عندما خرج خالي الوفاض بتعادل واحد وخسارتين، وكان هذا التعادل الثالث في تاريخ لقاءات المنتخبين، لكن بولندا ما زالت تتفوق على اليونان حاملة لقب يورو 2004 بتحقيقها عشرة انتصارات مقابل ثلاث هزائم.
وكانت بولندا حققت الفوز على اليونان أربع مرّات في المباريات الخمس الأخيرة، كما أنها لم تخسر أمام المنتخب الإغريقي في المباريات الست الأخيرة، فيما يعود الفوز الأخير لليونان على بولندا إلى عام 1987 في ذهاب التصفيات القارية (1-صفر) في أثينا قبل أن تخسر (1-2) إياباً في وارسو.
في المقابل نجح المنتخب اليوناني في الحفاظ على سجله خالياً من الهزائم للمباراة الحادية عشرة على التوالي إذ كانت آخر هزيمة له أمام الأرجنتين (صفر-2) في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا.
تألق بولنديلم يخيّب اللاعبون البولنديون آمال جماهيرهم التي ملأت مدرجات ملعب وارسو الوطني الذي بدا وكأنه يرتدي ثوباً أحمر وأبيض دعماً لهم، وخلع لاعبو المدرب فرانشيسك سمودا عنهم رداء التوتر منذ ضربة البداية إذ أضرم رافاييل مورالسكي النار سريعاً في منطقة منافسه الإغريقي في الدقيقة الرابعة عندما انبرى لتسديدة جميلة من حدود منطقة الجزاء طار لها الحارس اليوناني كوستاس شالكياس أكبر لاعب في البطولة (38 عاماً) وحولها إلى ضربة ركنية.
ونجح البولنديون في الدقائق العشر الأولى في إحكام سيطرتهم على منتصف الملعب في ظل تراجع اليونانيين الذين هددوا مرمى أصحاب الدار في الدقيقة 12 عندما ارتقى تيوفانيس غيكاس إلى عرضية أرسلها جيورجيوس كاراغونيس أمام المرمى إلا أن رأسيته أخطأت طريق المرمى بسنتيمترات لتتابع الكرة سيرها إلى خارج الملعب.
الرد البولندي لم يتأخر أبداً واستطاع الفريق الأحمر والأبيض أن يخترق جدران منافسه من الجانب الأيمن بعد سلسلة تمريرات بينية من قائد الفريق جاكوب بلازيكوفسكي ولوكاز بيشتشيك الذي أرسل كرة عرضية أمام المرمى تجاوزت الحارس لكنها لم تجد من يتابعها داخل المرمى.
وجنى البولنديون مبكراً ثمار سيطرتهم وانضباطهم التكتيكي عندما افتتح نجم البلاد الأول روبيرت ليفاندوسكي مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني التسجيل في الدقيقة 17 بعد أن ارتقى إلى عرضية مقوسة جاءت من بيشتشيك في الجانب الأيمن، وأسكنها برأسه في الشباك مسجلاً أول أهداف النسخة الرابعة عشرة من بطولة أمم أوروبا.
وكان أصحاب الأرض قاب قوسين أو أدنى من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 37 عندما لعب لودوفيك أوبرانياك الكرة من ركلة حرة إلى داخل منطقة الجزاء ارتدت من المدافعين وتهيأت أمام الفرنسي-البولندي داميان بيركيس لاعب سوشو الفرنسي الذي عاجلها بتسديدة قوية لكنها انحرفت عن المرمى بغرابة.
وجاء سيناريو الدقائق الأخيرة من الشوط الأول دراماتيكياً لليونانيين الذين خسروا جهود لاعبهم سوكراتيس باباستاتوبولوس بسبب نيله البطاقة الصفراء الثانية في غضون دقائق، وبعد ضربة جزاء واضحة لم يحتسبها الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربالو إذ اعترض المدافع البولندي بيركيس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء.
انتفاضة إغريقيةأدرك البرتغالي فرناندو سانتوس مدرب اليونان صعوبة المهمة التي تنتظره في الشوط الثاني فأجرى تبديلاً واحداً بإقحامه ديمتريوس سالبينغيدس مكان نينيس في حين لم يلجأ المدرب البولندي فرانشيسك سمودا إلى أي تغيير.
وأثبت اليونانيون مقولة: "لا مستحيل في عالم كرة القدم" إذ تمكن أبطال أوروبا 2004 من فك شيفرة دفاع منافسهم في الدقيقة 51 عندما توغل توروسيدس إلى الناحية اليمنى وعكس كرة عرضية جميلة أمام المرمى أبعدها الدفاع البولندي من أمام غيكاس وأخفق الحارس في السيطرة عليها، فتهيأت أمام سالبينغيدس الذي ارتمى عليها وأودعها الشباك ليخيم الصمت على المدرجات وسط ذهول أصحاب الضيافة.
وشربت بولندا من الكأس التي شربت منها اليونان في الشوط الأول بعد أن طرد الحكم الإسباني الحارس البولندي فويسييتش تشيزني في الدقيقة 68 بعد أن أعاق سالبينغيدس المنفرد داخل منطقة الجزاء، فأخرج المدرب سمودا اللاعب ريبوس ودفع بالحارس الاحتياطي تيتون الذي انتصب أمام قائد اليونان المخضرم جيورجيوس كاراغونيس الذي كان يخوض المباراة رقم 118 له مع المنتخب، وتمكن من التصدي ببراعة لركلة الجزاء حارماً الضيوف من التقدم بالنتيجة.
وفي الدقائق العشرين الأخيرة من عمر المباراة تساوى الفريقان على أرض الملعب خصوصاً بعد أن أكمل المنتخب البولندي المباراة بعشرة لاعبين ورفض الحكم هدفاً لكاراغونيس بعد تمريرة من فورتونيس الذي كان متسلسلاً، وتبادل الطرفان التسديدات البعيدة وكانت أخطرها تصويبة لليفاندوفسكي في الدقيقة 85 مرت قريبة من القائم اليوناني لتنتهي المباراة وفي جعبة كل فريق نقطة واحدة.
التشكيلتان:بولندا: تشيزني – بيشتشيك، فازيلفسكي، بيركيس، بونيش – بلازيكوفسكي، مورافسكي، بولانسكي، ريبوس (تيتون د70)، أوبرانياك - ليفاندوفسكي.
المدرب: فرانشيسك سمودا
اليونان: شالكياس- توروسيدس، باباستاتوبولوس، بابادوبولوس (ك. بابادوبولوس د36)، هوليباس – كاتسورانيس، مانياتيس، كاراغونيس، ساماراس، نينيس (سالبينغيدس د 45) – غيكاس (فورتونيس د68).
المدرب: فرناندو سانتوس
قاد المباراة الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربالو وعاونه طاقم تحكيمي مؤلف من مواطنيه روبيرتو ألونسو فيرنانديز وخوان كارلوس خيمينيز ودافيد فيرنانديز بوربالان وكارلوس ملوس غوميز.
المصدر: الجزيرة الرياضية