اشتد العطش بالصائمين، وازداد نصبهم بطول النهار، وإن كانت قلوب كثير من الناس معلَّقة بوقت الإفطار والتفكير في ألم العطش؛ فإن السلف كان لهم شأن آخر؛ ففضلاً عن تذكرهم أحوال الآخرة والموقف بين يدي الله، والموقف يوم تدنو الشمس من الرؤوس، ويشتد الظمأ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؛ فإنهم كانوا يعلمون علم اليقين أن الجزاء من جنس العمل: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (البقرة:152)، (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) (محمد:7)، (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر:60)، (إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) (متفق عليه).
... فمن صام في الحر وصبر على شدة العطش دخل من باب الريان، ومن دخل شرب شربة لا يظمأ بعدها أبدًا، ثم إذا دخل الصائمون من الريان أغلق فلم يدخل منه أحد غيرهم.
كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقول: "صوموا يومًا شديدًا حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور".
وكان معاذ بن جبل -رضي الله ...عنه- يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر، وروي ذلك أيضًا عن غيره من السلف
وربك كريم، يجازي على الإحسان إحسانًا:
قال كعب الأحبار: "إن الله -تعالى- قال لموسى -عليه السلام-: إني آليت على نفسي أنه من عطَّش نفسه لي أن أرويه يوم القيامة".
اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك، اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
تقبل اللـــه صيآمكم و دعآءكم و و صحة و عآفية فطوركم
^^