باسم الله الرحمان الرحيم
~ وفد معسكر الى المؤتمر الطلابي الشبابي التأسيسي ~
قبل السفر الى المؤتمر:
حرصنا في ولايتنا ان نقوم باكبر تعبئة ممكنة لهذا المؤتمر، وسعينا لذلك
طوال الايام التي تسبقه، الحمد لله وفقنا حسب امكانياتنا الى عدد
معتبر،ولله الحمد والفضل في ذلك اولا و اخرا..
لكن شاء الله عزوجل،
وقدر تغير الطقس المفاجئ ونزول الثلج.. أدى بالكثيرين ممن كانوا سيذهبون
معنا، بالتراجع في اخر لحظة.. بدأ الهاتف يرن الجمعة مساء وليلا.. و
الاعتذارات واحدة تلو الاخرى.. لا اخفيكم، معنوياتنا حينها كانت تنزل
كثيراا كلما اعتذر أي فرد.. فالعدد اصبح ينقص تدريجيا.. حتى كدت اصاب
بانهيار هههه
حان وقت السفر:
أتى يوم السبت، استعددنا
للانطلاق للسفر على الرابعة صباحا تقريبا، حتى نصل باكرا الى العاصمة ونلحق
بالافتتاح و كل اشغال المؤتمر.. لكن توالت الاعتذارات عن الذهاب في تلك
الصبيحة كذلك... بسبب الطقس .. :(
..على كل انطلقنا بالعدد الذي يسره
الله من طلبة، طالبات، شباب وشابات، علما ان الوفد كان مكون من حافلتين
واحدة، أخوات و الاخرى ثلثها اخوات والباقي اخوة.
المفترض ان مدة السفر
من معسكر الى العاصمة على الاكثر 5 ساعات.. لكننا رغم انطلاقنا على
الرابعة و نصف تقريبا الا اننا وصلنا الى زرالدة على الثانية زوالا
تقريبا.. ^^ لماذا ياترى؟
اثناء السفر:
طريقنا، من معسكر
الى غاية عين الدفلى كانت جيدة كان المطر خفيف ولايوجد ثلج متراكم في
الطريق. لما اقتربنا من منطقة _الخميس_ وجدنا الطريق مسدودة بالثلج،
فاضطررنا الى الانتظار حتى تخف الزحمة ويزيلون الثلج من امامنا، وبدأت
الطريق تفتح بالتدريج، و استغرق هذا وقت طويل جداا.
.. الى ذلك الحين
معنويات الوفد كله مرتفعة جداا، والفرحة تغمر الجميع. فالمناظر رااائعة
وخلابة حيث بياض الثلج يملأ الوجود من حولنا.. الكل بدأ يتصل بأهله يعبر
لهم عن مدى فرحته واستمتاعه، و يتصل بمن غاب واعتذر من أصدقائه عن المؤتمر،
اخبره بأنه فعلا فعلا قد فوت الكثير. ثم نزلوا من الحافلتين، من ألتقط
صورا التقط، ومن لعب بالثلج لعب وووههههه
الشعب يريد توضيح الأمور:
لازالت أجواء الفرح تغمر الجميع، والنشاط يزداد، وانتظار الوصول للمؤتمر
يكبر.. الكل يستعد و يثري النقاش و يتبادل الافكار استعدادا للورشات،
وهكذا...
الى ان يسر الله لنا، تجاوزنا تلك العقبة من منطقة الخميس الى العاصمة تقريبا، وفتحت الطريق بعد طول الانتظار..لكن..
.. يبدو ان السائق الان .. ظل الطريق هههه و لا يعرف الطريق المؤدي الى زرالدة..
فبدأت الطالبات يرددن شعار: الشعب يريد توضيح الامور.. الشعب يريد الوصول للمؤتمر.. هههه
ولازلن أحر من الجمر حتى نصل المؤتمر، فالساعة تقترب من الثانية زوالا.. خفنا ان نجد المؤتمر اختتم لو وصلنا متأخرين اكثر من ذلك.
وأخيرا فرجت، الحمد لله:
.. لكن الحمد لله.. أتى الفرج هههه... ووجدنا الطريق.. وصلنا. لما دخلنا، كانت الجلسة الافتتاحية انتهت، وكان وقت تناول الغداء .
بعد الانتهاء من ترتيب امور الاستقبال .. كان وقت بداية الورشات قد حان خلاص.
من الجدير بالذكر أن اعضاء وفدنا رغم التأخير وكل هذا وووو الا انهم و لله
الحمد شاركوا في الورشات بامتياز، اذكر مشاركة احد الشباب في ورشة الشباب
كانت مداخلة مميزة، اضافة الى طالباتنا اللاتي شاركن وأثرين النقاش
بمداخلات مميزة في ورشة الطلبة والحمد لله. انهم ابناء الامير عبد القادر
^^
في طريق العودة:
انطلقنا للسفر مجددا، كانت الساعة حين خروجنا من زرالدة حوالي الرابعة ونصف.
في طريقنا لديارنا .. بدأت المغااامرة الكبرى.. الله اكبر..
خرجنا من العاصمة بصعوبة بسبب ازدحام الطريق وتراكم الثلج ونزوله. لما
اقتربنا من منطقة الخميس حتى منطقة عين الدفلى حدثت العجائب و الغرائب
ههه..
ابناء الامير الشجعان:
تقريبا الطريق مسدودة
بالثلج هناك.. نزل كل شباب وفدنا حفظهم الله لمساعدة الحافلات والسيارات
والشاحنات العالقة بدفعها، وايضا بازالة الثلج من الطريق امامها.. وازداد
الوضع صعوبة، بدأت انزلاقات بعض السيارات والشاحنات، وبعض حوادث التصادم ..
في هذه الاثناء اضطررنا أن نجمع كل الطالبات في حافلة واحدة، على الاقل
يتم انقاذ الاخوات.. ^^ فكل السيارات صار صعب تتقدم و تمشي.. الطريق به
الجليد فاما تنزلق او تلتصق بفعل التوقف الكثير بسبب الزحمة.
استمرت
تضحية الشباب.. ونزل كل الرجال الذين كانوا في تلك الطريق من سياراتهم
وبدؤوا يتعاونون في دفع بعضهم البعض.. كان مشهدااا راااائعا يصور التكافل
والتعاون وروح الشعب الجزائري الفذ وشهامته...
الله الله على شهامة الشعب الجزائري:
من اكثر ما أثر بطالباتنا حينها، وجعلهم خلاص يفقدون التماسك، لما أتى احد
الرجال، كان كبير في السن قليلا، لم يكن من وفدنا، وكانت هناك شاحنة كبيرة
جدااا تقترب من الاصطدام بحافلتنا، فوقف هذا الرجل الشهم فعلاااا بينها و
بين الحافلة، وكأنه يريد حمايتنا ثم راح يمسك الحافلة ويدفعها بكل ما اوتي
من قوة، حماية لنا.. صدقوني كادت تصدمه ومع ذلك بقي واقفا يحضن الحافلة..
كان أمر مؤثر جدااا.. اسال الله ان يجزيه على هذا كل خير ياااارب
واستمرت ايضا حوادث المرور امامنا، السيارات والشاحنات تصطدم ببعضها و
تنزلق من الطريق..وحينها خلاص.. معظم الطالبات فقدن التماسك ،شعرن بالخوف
الشديد وتأثرن جدااا .
دروس وعبر:
مما ساعد مشرفة الطالبات في هذا الموقف على رفع معنوياتهن، ومحاولة ازالة ذلك الخوف الشديد، تذكرينا ببعض المعاني:
_ ان هذا هو الطعم الحقيقي للعمل في سبيل الله و التضحية، فعلينا ان
نستشعر هذا المعنى و نتلذذ بكوننا نضحى الان و نصمد في سبيل الله.. وان
الله معنا.. جئنا لغاية عظيمة في هذه الرحلة.. فالله سيحمينا اكييييد
_ نحن الان في رباط وجهاد و صبرنا وتماسكنا كله في ميزان الحسنات ان شاء الله.
_ لابد من بنات التغيير وحرائر الامير من الصمود والتماسك وارسال رسائل
ايجابية لبعضنا.. فموقف كهذا فقط هو الذي نبرهن فيه اننا فعلا بنات الدعوة،
بنات جبهة التغيير، جيل ممستقبل الجزائر وحملة راية الدعوة بالجزائر.
_
تذكرنا كذلك حينها اخوتنا في فلسطين وغزة وسوريا حاليا.. و ما يتعرضون له.
فما يعيشونه اليوم أكبر بكثــيـــــــــــر من شوية ثلج وبرد ومع ذلك
يضربون للعالم درسا في الصمود والصبر والتماسك.. فأين نحن منهم.. كلنا
نتمنى الذهاب الى فلسطين والجهاد هناك.. اذن لن نترك شوية ثلج تؤثر علينا
.. نحن اقوى بكثير
بقينا على ذلك الحال ل 3 او 4 ساعات.. كانت حافلة
شباب وفدنا توقفت تقريبا عن السير..والتصقت بالارض بفعل الجليد، وهم كلهم
في الخارج يدفعون حافلتنا (التي اصبحت أثقل بعدما جمعت كل الاخوات فيها
وعددهن اصبح اكر من عدد المقاعد ^^ )، و كذلك دفع السيارات الاخرى طول تلك
الساعات.. تضحية مابعدها من تضحية..
ان بعد العسر يسرا:
ورويدا رويدا..حتى اجتزنا تلك المنطقة بفضل من الله سالمين غانمين الحمد
لله رب العالمين.. ومع اقترابنا من منطقة الشلف لم نجد الثلج كثيرا والطريق
كانت مفتوحة هناك.. حينها الساعة كانت تقريبا التاسعة ونصف ليلا –ونحن
انطلقنا من زرالدة على الرابعة ونصف، المدة التي كانت تكفي للوصول الى
معسكر، ونحن لانزال في الشلف هههه-
واصلنا السير على مهل خوفا من
الانزلاق.. سرنا بدون توقف الى ان وصلنا الى غيليزان، كان الجو بتلك المنطة
جيد، لا ثلج ولامطر والطريق جيدة الحمد لله.
ولانزال نواصل السير
بفضل الله حتى دخلنا مشارف معسكر، الساعة كانت حوالي الثانية صباحا، وكل
الوفد سالم غانم.. بعد هذه المغامرة الراائعة.. والحمد لله رب العالمين..
من الانطباعات، نذكر:
لما وصلنا سألناهم، من ترجع معنا مجددا للعاصمة؟ هههه
- هناك من قالت لن ارجع للعاصمة مجددا ابدااا في حياتي لا مع الجماعة ولا لاي شيء هههه
- هناك من قالت اذا اردتوا نرجعوا الان يلا بينا على بركة الله هههه
- هناك من استفاد وتأثر بالقليل الذي ادركناه من اشغال المؤتمر، فنسي العقبات ولم يحس بها اصلا.
- وهناك من اعتبره جهادا ورباطا وتلذذ بكل لحظة مستشعرا معية الله و الحسنات التي يأخذها بصموده ورفع معنويات من حوله.
و الله يا اخوتي هذا هو طعم العمل في سبيل الله و التضحية، كم هو
راااائع.. الحمد لله هذا المعنى تركنا نرجع بحماسة اكبر وهمة اعلى
وايمانيات مرتفعة وشدة وصلابة .. الحمد لله رب العالمين... نسال الله
القبول.. الازمات فعلا تصنع الرجال، فاغتنموا واصنعوا لانفسكم أزمات يا
اخوان حتى نزداد صمودا ^^
الحمد لله على نعمة الاخوة في الله..
اود ان اتقدم بالشكر الجزيل لكل اخوتنا و اخواتنا و اساتذتنا، الذين لم
يتركونا طول هذه الطريق والصعاب، يسألونا عنا و يطمنوا عنا، ويحاولوا
تثبيتنا.. وعلى رأسهم، الاستاذ سعد صدارة، نشكره شكر خااص جداا فقد تابع
اخبارنا حتى وصلنا ديارنا ^^
ونشكر كذلك كل اخوتنا الذين دعوا لنا،
وفكروا بنا، أعرف والله ان هناك من كان قلبه معنا هناك حينها بجد..^^ ربي
يبارك لنا فيكم جميعاا ويجمعنا بالفردوس الاعلى كما جمعنا في هذه الدنيا
على طاعته وعلى العمل في سبيله.
قولوا أمين
و رغم كل هذه المشاكل الا ان طلبة معسكر هم من قاموا باشغال المؤتمر كامل غير ناقصة رغم تاخرهم
برهنوا انهم احفاد الامير عبد القادر
رفعو راس طلبة معسكر
تحياتي
دعواتكم