تعتبر الجزائر المرشح الأوفر حظا لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2013 خلفا لليبيا بسبب الأحداث التي تعرفها هذه الأخيرة، والتي دفعت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى البحث عن بلد بديل لتنظيم النسخة التاسعة والعشرين من "الكان" قبل ترسيم القرار الشهر المقبل، ما يسمح لكأس إفريقيا بالعودة إلى الجزائر بعد غياب دام 23 سنة كاملة وفي شكل هدية لم تسعى إليها الجزائر أبدا، مادام أن العديد من المتتبعين للشأن الكروي استغربوا عدم ترشحها لاحتضان أكبر عرس كروي في القارة السمراء رغم إمكاناتها المادية وتاريخها الكروي الكبيرين مقارنة بدول أخرى كان نظمت كأس إفريقيا.
* وكان عزوف الجزائر عن تقديم ملف ترشحها لاحتضان كأس إفريقيا منذ سنة 1990 تاريخ أول وآخر كأس نظمتها، أثار استغراب العديد من المتتبعين وتسبب في حفيظة الجزائريين، الذين حرموا من مشاهدة نجوم القارة السمراء، الذين يصنعون الفرجة بالملاعب العالمية، عن قرب، رغم الإمكانات المادية الكبيرة للجزائر، والراحة المالية التي عززها ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال السنوات القليلة الفارطة، فضلا عن توفرها على ملاعب (رغم عدم تجديدها وعدم بناء أخرى جديدة) وهياكل قاعدية تتوافق مع شروط الكاف لتنظيم هذا الحدث الكروي الكبير، مقارنة مع دول أخرى تنافست ونالت شرف تنظيم "الكان"، على غرار مالي التي نظمت نسخة 2002 بثلاثة ملاعب فقط وفي مدينتين، وإثيوبيا التي احتضنت ثلاث دورات، فضلا عن ذلك وجب الإشارة أيضا إلى أن الدول العربية بالقارة السمراء، وعلى عكس الجزائر، نظمت كأس إفريقيا عدة مرات، على غرار مصر التي نالت هذا الشرف أربع مرات وتونس في ثلاث مناسبات.
* وتأتي إمكانية تنظيم الجزائر للنسخة الخامسة والعشرين من كأس إفريقيا في وقت لم تفكر فيه أبدا في الترشح لتنظيمها أو الرغبة فيها، حيث ستنال هذا الشرف إن حدث بالوكالة، مادام أنها مجرد هدية قدمتها الثورة الليبية للجزائر إن صح التعبير، خاصة في ظل انحصار قائمة الراغبين في تعويض ليبيا في بلدين فقط الجزائر وجنوب إفريقيا التي ستنظم دورة 2017، وهو ما وضعها في أفضل رواق لتنظيم هذا الحدث، الذي ترشحت لتنظيمه دول خاضت حروبا أهلية لسنوات طويلة على غرار أنغولا، ولم تفكر فيه الجزائر لسنوات طويلة جدا، رغم توجهات الدولة الجزائرية السياسية المدعمة للقارة السمراء ورغم رغبة الجزائريين في احتضان بلادهم لهذا الحدث الكروي الكبير، الذي يسمح لهم برؤية أبرز اللاعبين في العالم عن قرب.